صدى العرب : الشرفاء الأدارسة فرع موصول بذرية البضعة البتول .. (طباعة)
الشرفاء الأدارسة فرع موصول بذرية البضعة البتول ..
آخر تحديث: الجمعة 03/02/2017 01:43 ص نسابة المدينة المنورة - الشريف أنس بن يعقوب الكتبي


الشرفاء الأدَارِسَة رهط جليل منهم ملوك المغرب ونجباء أفريقيا , سلالة حكمت المغرب قرون الأدَارِسَة فرع أصيل وشجرة مباركة من بيت النبوة ظهر منهم الصلحاء والأقطاب والعلماء والفضلاء والحكام وكلهم ينتهون إلى السيد إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب العلوي الطالبي ، ولد بالمدينة سنة 127هـ, وقيل : 122هـ , أبو عبد الله, أُمُّه عاتكة بنت الحارث بن خالد بن العاص بن هاشم بن المغيرة المخزومي ، وهو الرابع من أبناء عبدالله المحض المعقبين, وأحد أعيانهم وفقهائهم, السيد, الإمام, فارس من فرسان بني الحسن وثائر من ثوار البيت الطالبي, صقر بني هاشم، وهو صاحب المغرب والمؤسس للخلافة الإسلامية فيها, له شعر لطيفوكان ممن درس على يد الأمام الصادق عليه السلام وصحبه في المدينة هو وأخوه يحي صاحب الديلم وقد عده مشايخ الامامية كالطوسي, والقهائي والتفرشي والممقاني والخوئي والأمين من رجال الأمام الصادق, وعده المرتضى والمحلي والحسني وابن سليمان من أئمة الزيدية والحديث عن شخصية الأمام إدريس كما يقول المشارقة أو المولى إدريس كما ينعته المغاربة تفتقد الكثير من تفاصيل الجوانب المهمة فمروراً بثوراة الطالبيين , وتفرقهم في البلدان , وهذا إدريس احدهم والذي لم تنكشف لنا الكثير من جوانب حياته الشخصية فأهل المشرق لم ياتوا إلا بالقليل من أخباره والتى كانت في التخفي والآستتار ولم تصل إلا من الخواص المقربيين الذين نقلوا بعض جوانب المحنة التى مر بها إدريس في الحجاز مروراً بوقعة فخ بمكة المكرمة , ومنها إلى ميناء عيذاب تهامة فالحبشة ففرع المسور بنواحي سويقة المدينة وبعد حين في شعب الحضارم بمكة فمصر فالمغرب حيث انتهى به المقام وأقام دولته  .


مؤسس الدولة الإدريسية الشهيرة

كان إدريس بن عبد الله ممّن شهد معركة فخّ مع الحسين بن علي بن الحسن المثلّث، وبعد قتله هرب إل مصر، ومنه إلى المغرب الأقصى، ونزل بمدينة طنجة ببلدة وليلة سنة اثنتين وسبعين ومائة , توجه إدريس أول نزوله إلى طنجة التي كانت تعتبر آنذاك حاضرة المغرب الكبرى وكان لا بد له من وقت للإطلاع على أحوال البلاد وسكانها وجس نبض أهلها ، على المستوى الديني والسياسي , حيث يذكر لنا الأشعري معلومة هامة تؤكد مدى نجاح دعوة إدريس هناك وهي غالب تشيع أهل تلك المنطقة

قال الأشعري في مقالاته : والتشيع غالب على أهل قم وبلاد إدريس بن إدريس وهي طنجة  وما والاها والكوفة  .

فأخذ إدريس يتصل بنفسه أو بواسطة مولاه راشد ببعض رؤساء القبائل الكبرى في المغرب لإسماع كلمته ونشر دعوته وقد احتفظت لنا بعض المصادر بوثيقة مهمة وهي عبارة عن نداء وجهه إدريس إلى المغاربة , حيث تمت بيعته يوم الجمعة 4 رمضان سنة 172 هـ , وكانت قبيلة أوربة أول من بايعه من قبائل المغرب ، نظراً لمنـزلتها الكبرى في المنطقة ,وكان اغلب أهلها من المعتزلة , ثم تلتها قبائل زناتة وأصناف من قبائل أخرى مثل زواغة وزواوة ولماية وسدراته وغياثة ونفزة ومكناسة  وغمارة الخ , وكان للقبائل في ذلك العصر أهمية كبرى ، نظراً لكون البادية كانت أكثر سكاناً من المدن ولكون ظاهرة العصبية كانت ذات تأثير خطير، على المستوى السياسي .                            

ويحدد صاحب القرطاس شروط البيعة بقوله :((بايعوه على الإمارة والقيام بأمرهم وصلواتهم وغزوهم وأحكامهم))  وكان الحدث في حد ذاته ذا أهمية قصوى في تاريخ المغرب لأنه يرمز إلى قيام الخلافة الإسلامية .

اغتم الحاكم العباسي الرشيد بخبر إدريس , فأراد التخلص منه بأية وسيلة , وفي ذلك هذه الأبيات الشعرية والتي نسبت إلى الهادي العباسي , وقيل أنها للرشيد العباسي , وقيل أيضا أنها للشاعر أشجع السلميّ وهي بعض أبيات الشعر في أمر إدريس بن عبد الله :  

أتظن  يا إدريس أنـك مفلت  ...    كيد الخلافة أو يقيك فرار

إن السيوف إذا انتضاها سخطه ...    طالت وقصّردونها الأعمار

ملك كأن الموت يتبع أمــره      ...    حتى تخال تطيعه الأقـدار

وتؤكد الروايات أن هارون الرشيد هو الذي أمر بقتله ما جاء في تاريخ الطبري:إن الرشيد هو الذي قتله , أن تفاصيل مقتل إدريس ورد بعدة روايات متداولة ولكن ما أجمعت عليه المصادر أنه مات مسموماً ودفن بويلية , وتعرف اليوم بمدينة زرهون , وله ضريح كبير مشهور معلوم يزار ، وقد فصَّلنا في ترجمته في شرحنا الكبير واستحضرنا من بطون الكتب أخباره .


أعقاب إدريس بن عبد الله :

وأعقب إدريس بن عبد الله المحض من ولده: إدريس الثاني وحده وإليه ينسب الشرفاء الأدارسة اوالإدريسية:وهم بنو إدريس صاحب التاج ملك المغرب ابن إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى ، وهو الجد الأبعد للشرفاء الأدارسة ، قال الذهبي في سيره : عند ترجمة إبراهيم بن عبد الله قتيل باخمرى : قال : قلت : وعرفت الخزر باختلاف الأمة , فخرجوا من باب الأبواب , وقتلوا خلقاً , وسبوا الذرية فلله الأمر , و تشتت الحسينيون ( الحسنيون )  , وهرب إدريس منهم إلى أقصى بلاد المغرب ثم خرج ابنه هناك , ثم سم  .

وبقى طائفة الإدريسية ، فتملكوا , بعد سنة أربع مئة سنوات , ولقيت من أولادهم جعفر بن محمد الإدريسي الأديب , فروى لنا عن ابن باق.   

قال الجنداري في رجاله في ترجمته لإدريس : قام وادعى في ناحية المغرب القيروان وطنجة وأستجاب له أمة من الناس ثم ولده وتناسلة الامامة هناك دهراً .


إدريس الثاني بن إدريس الأول  بن عبد الله العلوي

صاحب التاج بالمغرب

إدريس بن إدريس عبد الله بن الحسـن بن الحسـن العلـوي الطالـبي ، مولده بوليلى من أرض المغرب , صاحب التاج بالمغرب , وقيل الازهر , والثاني , وأمُّهُ أم ولد بربرية يقال لها كنـزة بنت الأمير إسحاق بن عبد الحميد الأَورَبي , وكان حملاً في بطنها عند وفاة أبيه , فوضعت المغاربة التاج على بطنها فولدت بعد أربعة أشهر والله أعلم  .

أقول : والصحيح عندي إن ولادته كانت بعد وفاة والده بأربعة أشهر ، والسبب في تسميته باسم أبيه أنه لما ولد أخرجه راشد ليراه زعماء قبائل البربر لينظروا إليه فقالوا انه إدريس كأنه لم يمت لشدة شبهه بأبيه حفظ القرآن وهو في الثامنة من عمره , وكان عالماً فقيهاً , يقول الشعر أشرف على تربيته راشد خادم أبيه وتعهده بالرعاية الكاملة لا يفارقه كالظل مخافة عليه من الغدر  .

قال البخاري في سره: قال الرضا على بن موسى عليه السلام : رحم الله إدريس بن إدريس ابن عبد الله ، فانه كان نجيب أهل البيت وشجاعهم

وفي رواية ابن عنبة في عمدته : قال الرضا بن موسى الكاظم عليه السلام : إدريس بن إدريس ابن عبد الله من شجعان أهل البيت والله ما ترك فينا مثله.

قال أبي الرجال في مطالعه : الإمام السيد مفخرة العترة الطاهرة إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عَلَيْهم السَّلام , كان من عيون آل محمد الناظرة , علماً واسعاً وفصاحة وعبادة وإقداماً وعزيمة , قد افتخر به وبأهل بيته العلماء

والصحيح أن الناس بايعوا له يوم ولد , ومولاه راشد هو المدبّر لأمور المملكة , فكبر , واستقّل بالمملكة فعمرها ، وأقام شعائر الدين القويم بكتاب الله وسنة نبيه , وكانت دولة الأدارسة مذهبها مذهب أهل البيت المتمثل في مذهب أهل المدينة , وأحسن فيها الحكم بالرعية والقسمة والسوية , وكانت له عدة غزوات , وبنى مدينة فاس الشهيرة ، وجعلها دار السلطنة للأدارسة

أقول : لم نجد في كتب الأنساب التوسع عند أهل المشرق العناية في أعقاب الأدارسة  فقد اختلف النسابون في أعقابه والثابت عندي , وهو المسجل في جرائدنا ومشجراتنا أن جُلهم انتشروا في بلاد أفريقيا كالمغرب بأكمله , ومصر , وقلة بالشام , والحجاز , والعراق.
قال شيخ الشرف في تهذيبه : وقد دخل قوم منهم القاهرة ومصر والشام ولهم بقية في الأندلس وبلاد مصيصة وأمرهم على ثبت وصحة .

قال شيخ الشرف في تهذيبه عند عقب إدريس الثاني : والعقب منه في بلد القيروان من الغرب في جماعة أسماؤهم : عبد الله له عقب , والقاسم له عقب , وحمحد له عقب ويحي له عقب , وعمر له عقب .

وقال أيضا : فإما أحمد وعيسى وحمزة وجعفر وسليمان وداود وجميع ذلك في صح

وقد أشار شيخ الشرف في تهذيبه أن له الكتاب الكبير في نسب آل أبي طالب الذي سماه الكامل , وأفاد أنه تحدث عن الأدارسة ومواضع بلدانهم ومنازلهم حول عقب إدريس لم يقع نظري عليه ولا شك أنه فيه نفائس قيض الله من يظهره  .


عقب إدريس بن إدريس

اختلفت المصادر النسبية في عدد أبناء إدريس الثاني والثابت عندي هو أن إدريس الثاني بن إدريس الأوّل أعقب من عشرين ولداً ، وبنتان هما:رقية وأم محمد , وهم لاُمهات شتّى إما البنين فهم : القاسم أبو محمد الملك بالمغرب أقيمت له الدعوة بها وضربت له السكة  , وعرف بـ ((مجمع الأدوية)) , وكان ببلد يقال له: بيابة ، وبرباط أولد وأكثر , وفي ولده الملك وإدريس الثالث ومن عقبه القرشلة في مصر وصعيدها ، ومحمّد ، وعبد الله أبو محمد له عقب بالسوس الأقصى ومصر، وعيسى الملك بالمغرب وهو اكبر أخوته له عقب ببلد ((ولهاضة)) ، و((مكلاية)) ، وأحمد بفاس , وداود له عقب بفاس ووشانة  ولهاصة على صدينة جماعة وهم مقيمون ، ومنهم بالنهر الأعظم من المغرب

ويحيى كان في نهر فاس  , وتاهرت  ، وله عقب ببلد صدنية  بالمغرب والحسن ، والحسين ، وإبراهيم ، وعمرأبوحفص سكن المخاض وهو موضع بالمغرب  له عقب بمدينة الزيتون بتونس اليوم ، وحمزة له عقب بالسوس الأقصى ، وعلي ورد شانة من أرض المغرب له عقب ، وعبيد الله أحد النساك الزهّاد , مات بفاس وولده بالسوس الأقصى وأعمالها هم ملوك الأهل ، وسليمان الملقّب بـ((الباكماني))  وله عقب بالمغرب , وعمران له عقب بوادي الذهب وفاس وغيرهما ، وكثير له عقب بجزيرة مالقة وغرناظة وجبل طارق والأندلس، وجعفر، ومحمّد الأصغر مات ببلدة سلاّ ، وجلهم في صح .

وللشرفاء الأدارسة أعقاب إلى زماننا في المغرب والحجاز ومصر والشام وغيرها وهم بيوتات وعوائل منهم المنويون , والكانونيّون , والعيشونيّون , والزكاريون , والغراريون , وأولاد المصدّر , والشداديون بفاس وسلا , والوكيليون , وأولاد بوصرغيت بصفرو وفاس , والشرفاء اللحيانيّون , والطالبيّون , والغالبيّون , والكتانيون , والغماريونوالشيهبّيون بزرهون , والطاهريّون , والعمرانيّون , أهل دار القيطون وهم الجوطيون , وأولاد عيسى بشرويل النكور , وأولاد يعقوب الحاج بولهاصة , وأولاد يعقوب بن أحمد قرب مازونة , وبنو الحسن بن هدي بوادي إصغي , والوجريّون بتادلا وفجيج , وأولاد العياّشي , الجوطيّين , الجناتّيون , والشرفاء أولاد أبي سرغين  , ويقال لهم السرعينيونالكانونيّون  , المشيشيون , الوزّانيون , العمريّون , والصيديّون , وأولاد الحويك , واليوسفيّون , والتأييديّون , والمنوفيّون , الشرفاء أولاد العساري الحمدونيّون , وأولاد البكوري , وأولاد التملالي , وأولاد الجبري , ومنهم الشرفاء الواليّون , والشرفاء المشاشتيّون , الشرفاء التلمسانيّة  الشرفاء الشداديّونوالشرفاء ابن منصورالحوتيّون , الفواتيرفي طرابس الغرب  , القرشليون في مصر وصعيدها  ,  القلاقمة في بلاد شنقيط  , وقد فصلنا في أعقابهم في شرحنا الكبير , وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكّلت وإليه أنيب .