صدى العرب : «مها غانم»: جامعة أسيوط تخرج بخدماتها خارج «أسوار الجامعة» وتتميز بتقديم أفضل «خدمة طبية» (طباعة)
«مها غانم»: جامعة أسيوط تخرج بخدماتها خارج «أسوار الجامعة» وتتميز بتقديم أفضل «خدمة طبية»
آخر تحديث: الثلاثاء 07/01/2020 01:31 م محسن سالم
منذ توليها منصب نائب رئيس جامعة أسيوط لشؤون خدمة المجتمع خلال شهر مارس 2019م حيث صدر قرار الرئيس «عبدالفتاح السيسى» رئيس الجمهورية بتعيينها كأول سيدة تتبوأ منصب نائب رئيس جامعة أسيوط منذ تاريخ إنشاء الجامعة فى 1957م، وأخذت الدكتورة «مها غانم» على عاتقها تطوير وتفعيل دور الجامعة لخدمة المجتمع وتقديم الخدمات لغير الطلاب خارج أسوار الجامعة، وأكدت مها غانم فى حوارها لـ«صدى العرب» أن قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة هو قطاع فاعل وحيوى داخل الجامعة ويُعد ترجمة لأحد أهداف عمل جامعة أسيوط ورسالتها فى خدمة مجتمعها والنهوض به وهو ما تسعى جاهدةً للمساهمة فى تحقيقه على النحو الأمثل، وكشفت «مها غانم» فى حوارها عن دور الجامعة لتحقيق رؤية 2030، وتنفيذ مبادرة حياة كريمة وبناء الإنسان بمحافظة أسيوط.. إلى تفاصيل الحوار.

■ ماذا عن دور ومهام مركز رصد المشكلات المجتمعية بجامعة أسيوط؟

- فى البداية مركز رصد ودراسة المشكلات المجتمعية بجامعة أسيوط تم إنشاؤه مؤخرا بتوجيه من المجلس الأعلى للجامعات، ويضم جميع الجهات التنفيذية وعلى رأسها محافظ أسيوط ووكلاء الوزارات المختلفة والدكتور طارق الجمال رئيس الجامعة وعمداء الكليات المختلفة بجامعة أسيوط، ويتمثل دوره ومهامه فى رصد ودراسة المشكلات المجتمعية والعمل على إيجاد وصياغة الحلول لها وتطوير وتحسين الخدمات والمعلومات لمتخذى القرار تساعدهم فى حل المشكلات المجتمعية فى المجالات التنموية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية.

كما يهدف المركز إلى عمل عدد من الندوات والاستشارات على المستوى المحلى والإقليمى بالتعاون مع العديد من المؤسسات الاجتماعية والأجهزة التنفيذية بالمحافظة وكذلك وضع آلية التعاون بين المركز وبين المراكز ذات الصلة بالجامعة بما يحقق التنمية المستدامة لجميع أطراف المجتمع وبالأخص كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة.

■ ما أهم المشكلات التى تم رصدها بمحافظة أسيوط وآليات التعامل معها؟

- فى الحقيقة المشكلة العظمى بأسيوط هى أنها تضم عددا كبيرا من القرى الأكثر فقرا ونسبة كبيرة جدا من الأمية، وهو تحد كبير جدا يواجه الجميع، فأسيوط تضم 207 قرى أشد فقرا من أصل 1000 قرية على مستوى الجمهورية، ووصلت نسبة الأمية فى بداية العام الحالى إلى 37%، وحاليا نعمل من خلال مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى حياة كريمة ورؤية 2030، التى وفرت علينا الكثير خاصة أنها مبادرة ورؤية واضحة ومدروسة وهدفها بناء الإنسان المصرى، ومن خلال هذه المبادرة تولى المجلس الأعلى للجامعات تطوير وتنمية 145 قرية على مستوى الجمهورية منها 79 قرية بمحافظة أسيوط والوادى الجديد، والجامعة تعمل دائما وفقا لخطة مدروسة وجدول زمنى بآليات معاونة لخطة الدولة فى دعم وتنمية المناطق الأكثر احتياجا وخاصة القرى والعشوائيات وذلك من خلال توحيد الصف وتكاتف الجهود مع عدد من مؤسسات المجتمع والمدنى والقيادات التنفيذية والشعبية والمواطنين داخل محافظة أسيوط.

■ حدثنا عن أهم الخدمات المجتمعية التى قدمتها الجامعة على أرض الواقع بمحافظة أسيوط؟

- فى الواقع سعيدة جدا بالعمل المتعاون والمتكاتف القائم بين الجامعة وكافة الأطراف فى المحافظة من أجل تحقيق استراتيجية الدولة فى تحسين الخدمات المتاحة للمواطنين وتنفيذ المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لأن خدمة المجتمع ليس دور الجامعة فقط بالعكس هو دور الجميع بدءا من المواطن نفسه، وعلى أرض الواقع أحنا بدائنا بقرية «شقلقيل» التى تعد من أكثر قرى محافظة أسيوط احتياجا والتى تعانى من قلة الخدمات الأساسية وضعف البنية التحتية بها، قمنا بالتنمية البشرية والتدريب على المشروعات الصغيرة من خلال مبادرة «صنايعة مصر» وعقد ورش عمل وتدريبات لكافة الحرف الفنية التى تساعد المواطن فى تحقيق دخل مناسب ودى كانت أولى خطوات التنمية التى تم استغلالها لتنمية وتطوير قرية شقلقيل، وتم تنفيذ عدة قوافل طبية وبيطرية، وزراعة 100شجرة ضمن خطة التطوير والتجميل بالقرية ,وفى ظل عدم وجود أراضى أملاك دولة بهذه القرية جارى التواصل مع وزارة الرى الاستغلال إحدى المساحات التابعة لها فى إنشاء مجمع خدمى لمختلف المجالات لتطوير الخدمات المقدمة، فضلا على مشاركة الجامعة فى مبادرة «أسيوط بلا أمية» والمبادرة الرئاسية «صنايعية مصر».

■ ماذا عن الدورات التدريبية المقدمة خلال المبادرة الرئاسية «صنايعية مصر»؟

- مبادرة «صنايعية مصر»، التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، تهدف إلى توفير فرص لتأهيل وتدريب الشباب على مختلف الحرف والصناعات المهنية وهى مبادرة رائدة، وتم توفير ورش عمل وتدريبات لكافة الحرف الفنية فى شتى المجالات الصناعية والزراعية والحرفية أهمها «ورش اللحام تحت الماء» وكذلك الأعمال اليدوية، فضلا على المهن الطبية ورعاية الأطفال والمسنين تم بالتعاون مع جمعية «عطاء بلا حدود» بأسيوط وتنفيذ عدة دورات تدريبية بكلية الطب ومستشفيات الجامعة لعدد من شباب وفتيات المحافظة وكان لها مردود رائع فى تشغيل جميع المتدربين ,وفى المجال الزراعى تم عقد تدريب لشباب المبادرة فى المجال الزراعى حول إنتاج الشتلات المثمرة وزراعة الأسطح والصوب الزراعية بالتعاون مع كلية الزراعة، وتم استنباط عدد من الأشجار المثمرة، كما تم تقديم عدة دورات تدريبية لطلاب المجمع التعليمى التكنولوجى «الألمانى– المصرى» بأسيوط لتحقيق الاستفادة المثلى من تكامل الإمكانيات المادية والبشرية داخل الجامعة فى الارتقاء بالقدرات ومواكبة التقدم التكنولوجى المتسارع وفقًا للمعايير العالمية للمهارات الفنية. ومستمرين فى تقديم العديد من الدورات التدريبية من خلال مراكز التدريب الخاصة بالجامعة لتأهيل الشباب لسوق العمل ومساعدتهم بالتنسيق مع الجهات المختصة لإقامة مشروعات صغيرة وتحقيق الاستدامة ورؤية 2030.

■ «الأمية» مشكلة تؤرق محافظة أسيوط ما مدى مساهمة الجامعة لمواجهة هذه المشكلة خلال عام 2019م؟

- بالفعل «الأمية» هى المشكلة الأهم بمحافظة أسيوط، والجامعة أخذت خطوات جادة لمواجهة هذه المشكلة واهم هذه الخطوات هى إجراء تغيير فى اللوائح الطلابية. ألزمت جميع طلاب كليات التربية بمحو أمية 8 أفراد كمشروع تخرج، ولدينا مركز محو الأمية وتعليم الكبار بكلية التربية الذى يعد الثالث من نوعه على مستوى الجمهورية ويعمل فى إطار التعاون القائم بين الجامعة والهيئة العامة لتعليم الكبار وفرعها بمحافظة أسيوط، والساعى إلى القضاء على الأمية تمامًا فى أرجاء المحافظة وقد نجح المركز فى الانتهاء من محو أمية 2746 فردًا من مختلف مراكز المحافظة خلال عام 2019.

■ إلى أى درجة تصل الخدمات الطبية المقدمة من مستشفيات الجامعية للمجتمع بأسيوط؟

- مستشفيات جامعة أٍسيوط متميزة فى تقديم أفضل خدمة الطبية، وتعتبر من أكبر المستشفيات الجامعية التعليمية والعلاجية على مستوى الجمهورية، لدينا مراكز طبية على أعلى مستوى وأطباء على قدر من الكفاءة والمهارة وتستقبل العيادات الخارجية حوالى 2مليون مريض سنويًا من جميع محافظات صعيد مصر من بنى سويف شمالًا وحتى أسوان وحلايب وشلاتين جنوبًا، بالإضافة إلى مرضى محافظات الوادى الجديد والبحر الأحمر ولا يقتصر دور المستشفيات الجامعية على النواحى التعليمية والعلاجية ولكن امتد دورها الإقليمى فى خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وقد حملت المستشفيات الجامعية على عاتقها مسؤولية تدريب الكوادر الطبية والتمريضية بوزارة الصحة فتعقد دورات تدريبية فى جميع المجالات الطبية للأطباء والفنين وهيئة التمريض وامتد التدريب ليشمل أطباء من الدول العربية الشقيقة وإدارة جامعة أسيوط وجدت أن من واجبها وضع أفضلية لتغطية احتياجات المستشفيات الجامعية من أجهزة ومستلزمات طبية وبنية تحتية وخدمية لخدمة المجتمع وتنمية البيئة .وتنظم مستشفيات جامعة أسيوط قوافل طبية إلى الأماكن المحرومة من الخدمات الطبية المتخصصة فى جميع أنحاء محافظة أسيوط وأمتد نشاط القوافل إلى محافظة الوادى الجديد ومحافظة البحر الأحمر. كما نتطلع إلى الانتهاء قريبا من تجهيز «أكبر مستشفى إصابات» على مستوى الجمهورية، وادعوا جميع الهيئات ومؤسسات المجتمع المدنى ورجال الإعمال لدعم هذه المستشفى لدورها الحيوى لعلاج وإسعاف مصابى حوادث الطرق ومواجهة الدماء على الطريق، كما نأمل أيضا تشغيل مستشفى 2020 لعلاج الأورام خلال العام القادم، كما يوجد خطة لتعظيم الاستفادة من مستشفى أسيوط الجديدة والتى تضم 72 سريرا وجار تجهيزها بمركز للغسيل الكلوى، وذلك لتخفيف العبء عن المستشفى الجامعى الذى يشهد كثافة عددية كبيرة من المترددين عليه مما جعله يعمل على مدار 24 ساعة، وإضافة برنامج جراحات السمنة المفرطة وآخر لجراحة عظام الأطفال لمستشفى أسيوط الجديدة الجامعى، كما تم المشاركة فى تنفيذ المبادرات صحية التى أطلقها الرئيس السيسى واهم الكشف المبكر عن سرطان الثدى وتم توقيع الكشف على حوالى 5 آلاف حالة، فضلا على وجود مركز لخدمات الصحة العامة يقدم خدمات المشورة والرد على التساؤلات مثل «مشورة للإقلاع عن التدخين» و«مشاكل التغذية» من سمنة ونحافة وسوء تغذية، و«مشاكل الصحة الإنجابية» وما يشمل ذلك من التعامل مع مشاكل الأنوثة والذكورة ورعاية الخصوبة وفحوصات ما قبل الزواج ورعاية الحمل وغيرها، و«مشاكل الصحة النفسية»، هذا بالإضافة إلى ما يقدمه المركز من خدمات الصحة العامة قياس الضغط والسكر وقياس الوزن والطول ونسبة الدهون بالجسم، وتلك الخدمات جميعًا يقدمها المركز بأسعار رمزية لكافة المترددين عليه من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعة وخارجها.

■ ماذا عن الأبحاث التطبيقية لخدمة المجتمع واهم المعوقات التى تواجه تنفيذها؟

- لدينا أبحاث فى جميع القطاعات من خلال كل الكليات حيث أن لكل كلية رسالة جزء منها موجهة لخدمة المجتمع، فيوجد العديد من الأبحاث التطبيقية فى جميع المجالات سواء (زراعية، هندسية، بيئية، طبيبة، فيزيائية، كيميائية، تعليمية)، وإدارة الجامعة تسعى دومًا إلى دعم الأبحاث والرسائل العلمية التطبيقية التى تقدم حلولًا واقعية وفعلية للمشكلات المجتمعية المختلفة وهو ما يأتى فى ضوء دور الجامعة الخدمى والمجتمعى، وتلك الأبحاث من شأنها الإسهام فى الارتقاء بالمستوى البحثى والاكاديمى للجامعة وهو ما يعد أحد المعايير والمؤشرات التى تميز جامعة عن غيرها وترتقى من تصنيف الجامعات. وهذه الأبحاث قد تحتاج إلى ميزانية وإمكانيات معينة لتطبيقها وتنفيذها على ارض الواقع مما يمثل عائق أحيانا.

■ ما مصادر تمويل وحدات القطاع المجتمعى بجامعة أسيوط؟

- للأسف الشديد قطاع خدمة المجتمع له التمويل الأقل ويعتمد بشكل كبير على التبرعات، فضلا عن دعم الدكتور طارق الجمال رئيس الجامعة لاى نشاط يكون له مردود بتوفير دعم مالى من أى قطاع آخر أو صناديق التكافل الطلابية، ونعتمد بشكل كبير على الشراكات مع مؤسسات المجتمع المدنى الفعالة وتقدم دعم كبير جدا يصل إلى بناء مستشفيات كاملة مثل «مستشفى الأورمان للقلب» بجامعة أسيوط، فضلا على وجود مراكز ذات طابع خاص مثل مركز دراسات المشروعات البيئية، ومراكز التدريب توفر جزءا تمويليا.