صدى العرب : شكسبير ... من باديه العرب (طباعة)
شكسبير ... من باديه العرب
آخر تحديث: الأربعاء 11/01/2017 05:43 م
نوال الدوسري نوال الدوسري


الحب هو الحياة , والحياة هي الحب , الحب دائم الشباب لا يعرف شيخوخه ,وهو كالانسان يحيا ويموت , لابد ان نسقية لنحييه , ولابد ان نداويه لنشفيه , ولكن كيف نعرف أننا نحب بالحب الحقيقي ... حينما تتحول مساوئ من نحب الى محاسن وتزدهي الدنيا في عيوننا ,فنرى الذي يحب تصدق مواقفه , وافعاله , واقواله , وكلامه , يتحدثون بصراحة عن مشاعرهم تجاة المراة ,فنراة يكثر الحديث عنها فإن الانسان إذا احب شيئا أكثر من ذكرة , بالتطرق الى اسمها والحديث عن شخصيتها وعن اهتماماتها وعن اي شيء يتعلق بها , سبحان الله يتميزون المحبين عن غيرهم ببريق ولمعان في العيون , كما تكون لهم طاقه وهاله من المشاعر تكتنف صاحبها , فيصبح المحب أرق كلاما وألطف معامله وهو الذي يسأل عن مجبوبته كثيرا ويتفقدها اذا غابت, ويعلم تغير حالها من نظرتها وطريقه كلامها .

في القرن السادس عشر تروادت لدينا الكثير من القصص التي كانت مشهورة انذاك وقد ترجمت على اشكال افلام سينمائية وحصلت على جوائز اوسكار اشهرها قصه وليام شكسبير حين احب إإحدى النساء الثريات والتي الهمته لكتابه احدى اعماله ( روميو وجوليت القصه برمتها خياليه على الرغم من وجود شخصيات مبنيه على شخصيات حقيقية وتاريخيه, وقد حصل (فلم شكسبير ان لاف ) على اكثر من 7 جوائز اوسكار وحصد اكثر من 250 مليون دولار.

الحب يعطي الامل والثقة وهو مرفأ الامان والاحتواء للشخص , الحب هو سر القلوب وسبب لنحيا به , وهو هبه من الرحمن أودعها في قلوب البشر .

تقابلت معها في الصيف الذي مضى في المانيا مع صديقاتي, كانت امراة المانيه لطيفه جدا تحاول ان تتحدث اللغه العربيه, بلكنه مضحكه وببراءة وبصعوبه في اآن واحد , ولكن لفت نظري لها, بتلك القلادة الذهبيه المذيله بشعار المملكه العربيه السعوديه حين سالتها عن سر القلادة فسرعان ما مسكت القلادة بقبضه يدها وقالت لن اخلعها طول ماحييت ,فاخذت تسرد قصتها لنا ونحن في حماس وشوق لسماعها , ورايت ذاك اللمعان في عينيها فقالت , في الثمانينات اي 1980م هناك في اقصى الجنوب في المملكه العربيه السعوديه وبالتحديد منطقه (نجران) حينما خفق قلب هذا البدوي بحب الالمانيه التي كانت تعمل ممرضه في مستشفى نجران بالسعوديه بتلك الفترة حيث كانت عز الصحوة الدينيه انذاك , كانت تقول كانت حياتها بين المستشفى والسكن الداخلي والبقاله القريبه من السكن , هذا البدوي صاحب البقاله الوحيدة في تلك المنطقه تبادلا النظرات , وخفق قلب هذا البدوي الامي للاجنبيه , ومال قلب الممرضة المتعلمه لهذا الحب وكانت في شوق ولهفة للقائه لدى خروجها ودخولها الى المستشفى, وهو ايضا اخذ يترقب خطواتها , وكانا يتبادل معها النظرات لاشهر طويله ولكن بصمت, ثم بدا يتعلم مفردات انجليزيه عل وعسى ان تسعفه بالحديث معها  فقد حفظها عن ظهر قلب لمقابله لاتتجاوز الدقائق في البقاله , فكيف يعقل لها ان تقع في حب قلب ذلك البدوي العربي الصعب في طبعه وبصلابته وبخشونه الصحراء, لقد وقعا في حب افلاطوني انه الحب الذي ليس فيه اي تبادل للمصالح او الفوائد هو الحب الحقيفي هو مايسمى بالحب الافلاطوني الخالي من الشهوات والرغبات و هو الذي تطور الى ان سافرا الى المانيا وتزوجوا بعقد بزواج مدني , حملت منه بالطفل الاول في المانيا , ورجعت الى نجران , وهو سبقها , كل هذة الاحداث دون علم اهله بزواجه الى ان حملت بطفله اخرى , اكتشفوا اهله وعشيرته فكفروها بزواجهم , وان الزواج باطل من تلك الكافرة ,فانفصلا بالرغم من حبهما , فكان في حاله ياس شديدة بين والديه وعشيرته ومعارضتهم, الا انه فضل رضا الوالدين و لكن بقلب مهزوم, اما هي رحلت من غير رجعه واستقرت مع ابنائها في المانيا فتقطعت الاخبار,  من بينهم فعاشت تربي ابنائها مخلصه ووحيدة ,على امل اللقاء في اي لحظة, او قد يهزة الشوق لها فيتراجع عن قرارة, وياتي اليها. مرت السنوات طوال, جالت الذكريات في راسه  واخذت تحوم عليه حين كبر في السن وهاج الحنين والشوق, سافر الى ان التقى باللقاء الاول ,بعد فراق فراى ابنائه حينها قد كبروا, وانها مازالت وفيه ومخلصه له تتنظرة , حينما رجع فتحت له مكانها وبيتها تستقبله في المانيا في كل صيف تخدمه وتكون برفقته في مرضة, الان الى ان يتم علاجه , ثم يرجع الى بلدة , ومازالت هي في انتظارة كل سنه . واخبرتني انها مازالت محتفظه بتلك الفواتير البقاله لحد الان التي هي كانت بدايات انطلاق شراره الحب   ومازالت .

هذا هو الحب الصادق رحمه ..وحب.. وعطف ومشاعر واحساس مرهف فهو لا يحتاج الى رصف الكلمات او تنسيق السطور دون احساس , هذا البدوي لا ينسق ولا يجامل ولا يسطر بكلمات , انما حينما ينظر الى محبوبته ويلتقي بها ... امواج تتلاطم وسيل من كلمات العشق تتدفق باحساس رهيب ربما لا يعرف معناها وكأن لسانه لم ينطق بل القلب هو الذي يهمس لها  انه الحب الصادق.

ولكن مازالت الاختلافات قائمه حتى وقتنا الحالي , هو ان الزواج وهو الهنصر الاساسي لقتل الحب بين الزوجين , نظرا لما يعيشه الكثير من الازواج في تفاوت واضح الاختلاف وكبير قبل الزواج ولعدة .

المستشار الاسري الاماراتي اثار جدل في الاوساط السوشل ميديا بعد مقابله له تلفزيونيه , وكالنت محبطه جدا للزوجات والنساء والتي لا تتوقعها ابدا , حينما طرح عن دراسات قديمه في 1911م في جامعه كاليفورنيا, ان هناك غدد للمشاعر العاطفيه تسمى الدوبامين وهي عباره عن غدد تصدر شعورا عاطفيا  وشعورا حسيا , ولكن هذة الغدد بعد الزواج تتوقف وتموت وتتلاشى , وتنطلق مكانها خلايا اخرى تسمى الاكستاسين وهي التي تجسد مشاعر ومفهوم المودة والرحمه والاستقرار , اي ان الحب يستمر بعد الزواج 18 شهرا فقط ثم يذبل وينتهي ويبدا بشعور المودة والرحمه , صدمه كبيرة على النساء من هذة الدراسات ولكن هن ما زلن يبحثن عن الحب بعد الزواج وبوجود شكبير حي يرزق . اين انتم يا شكاسبير العرب ؟ هل مازلتم على قيد الحياة  ؟ اثبتوا لنا ذلك .