صدى العرب : رئيس شركة مصر للصوت والضوء فى حوار خاص: 100 مليون جنيه لإعادة تطوير وهيكلة «الصوت والضوء» (طباعة)
رئيس شركة مصر للصوت والضوء فى حوار خاص: 100 مليون جنيه لإعادة تطوير وهيكلة «الصوت والضوء»
آخر تحديث: السبت 30/11/2019 05:56 م حوار نجلاء النعمانى

تأثر السياحة المصرية مؤخرًا أعطى فرصة قوية لإعادة هيكلة القطاع بالكامل

انتهينا من تعميم اللغة الصينية بـ«أبوسمبل وفيلة»

نستهدف 9 ملايين جنيه أرباحًا بنهاية العام الجارى

بروتوكولات تعاون مع شركات السياحة والفنادق لتوسيع قاعدة العملاء


استطاعت شركة «مصر الصوت والضوء» إحدى الشركات التابعة للقابضة للسياحة والفنادق، كبح نزيف خسائر وصل إلى 11 مليون جنيه، ناتجة عن تراكمات عدة أصابت القطاع السياحى ككل خلال السنوات الأخيرة، وحققت الشركة العام الجارى 9 ملايين جنيه أرباحًا.

وفى حوار موسع التقت «صدي العرب» مع محمد عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة شركة مصر للصوت والضوء والعضو المنتدب كشف خلاله المزيد عن خطة تطوير الشركة ورحلتها الاستثمارية التى بدأت فى عام 2015 والتى تتضمن تطوير وتحديث منطقة الهرم باستثمارات كبيرة.

وأشار رئيس «الصوت والضوء»، الكشف عن تفاصيل جديدة فى ملف اسناد تطوير منطقة الأهرامات إلى تحالف استثمارى، سواء فيما يتعلق بفسخ التعاقد مع تحالف أوراسكوم بريزم أو بتفاصيل كراسة الشروط الجديدة، كما تطرق عبدالعزيز إلى استراتيجية الشركة خلال العام الجارى، مع رصد أهم المعوقات بالشركة سواء ما يخص العمالة أو الديون المتراكمة منذ سنوات، ومحاولات الخروج من تلك الأزمات بسبل تعاون جديدة مع قطاعات سياحية وبعض المبادرات مع دول أجنبية وإفريقية فى محاولة لتسليط الضوء على الشركة والعمل على تشجيع السياحة الداخلية والخارجية.

أوقفنا نزيف الخسائر.. وهناك اهتمام كبير من الدولة بـ«الصوت والضوء»

■ فى البداية.. نرى أنه من المهم تقديم صورة توضيحية لشركة الصوت والضوء وأنشطتها وأهدافها فى الفترة المقبلة؟

- شركة مصر للصوت والضوء هى إحدى شركات قطاع الأعمال العام، تتبع الشركة القابضة للسياحة والفنادق والتى تمتلك العديد من الشركات منها: شركة إيجوث ومصر للسياحة ومصر للفنادق والمعمورة للتعمير والتنمية السياحية وصيدناوى وبيع المصنوعات وبيوت الأزياء الراقية، ويرأس الشركة القابضة ميرفت حطبة.

الصوت والضوء أيضًا موجودة فى خمسة أماكن أثرية هى: الهرم وتحديدًا فى منطقة أبوالهول، والأقصر فى معبد الكرنك، وإدفو فى معبد حورس، وأسوان فى جزيرة فيلة، وأخيرًا أبوسمبل.

الصوت والضوء فى مجملها تقوم على حكى ما حدث فى هذه الأماكن على مدى التاريخ وعرضها فى صورة مسلسل إذاعى حى بأصوات أشهر ممثلى الإذاعة، وهناك مناطق بها 8 لغات وأخرى 10 لغات، فيما انتهينا من تفعيل العمل باللغة الصينية فى منطقتى «أبوسمبل وفيلة».

■ كيف بدأت فكرة ومراحل تأسيس الشركة؟

- تأسست شركة مصر الصوت والضوء فى عام 1960 بأمر من الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة حينها، وتعود حكاية نشأتها عندما كان عكاشة فى زيارة للأهرامات وطلب من أحد المترجمين سرد قصة بناء الأهرام، وسمع قصة غير حقيقية، وعاود زيارة الأهرامات مرة أخرى بعد مدة وجيزة، وطلب من أحد المترجمين نفس الطلب وسمع قصة وهمية مختلفة عن الأولى، وهنا أصر على ضرورة وجود عرض موثق تاريخى بمعلومات صحيحة تُعرض على السائحين.

بالتزامن مع ذلك، تمت دعوة عكاشة إلى قصر فرساى بباريس لحضور عرض الصوت والضوء السنوى لسرد قصة القصر، الأمر الذى جعل الوزير يفكر فى ضرورة بناء شركة مصر الصوت والضوء، ليكون الهدف منها هو عرض تاريخ مصر بصورة موثقة وبمعلومات دقيقة وصحيحة، وتم افتتاح أول عرض فى الهرم عام 1961 فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر، تم تسجيل الصوت بأشهر أصوات الإذاعة حينها، وبحضور لفيف من قيادات الدولة والدول المجاورة، وصدرت طوابع بريد باسم الصوت والضوء وكذلك تم إصدار عملة تذكارية خاصة بها وأغنية للمشروع الذى كان بمثابة مشروع قومى لمصر.

وفى عام 1980 تم تأسيس الصوت والضوء بمدينة الأقصر وتحديدًا فى معبد الكرنك وفى التسعينيات تم افتتاحها فى معبد فيلة، وعام 2000 أبوسمبل، وأخيرًا معبد إدفو وهو الفرع الخامس للشركة أو بمعنى آخر منطقة العرض الخامسة للشركة والتى تأسست فى عام 2010.

التكلفة حينها كانت منخفضة أما اليوم فأصبحت تكاليف المعدات وأجهزة العرض بأبعاد الـ4D والرسوم ANIMATION مرتفعة جدًّا.

كانت اللغة العربية مسجلة بأشهر الأصوات العربية منها زكى طليمات وسميحة أيوب، ومختلف الأسماء الكبرى فى الإذاعة شاركت فى تسجيل عروض الصوت والضوء.

■ متى بدأ إطلاق العروض باللغة الصينية؟

- استطاعت الصوت والضوء مؤخرًا إدخال اللغة الصينية إلى لغات العروض، وذلك لزيادة أعداد السياح الصينيين فى ظل التعاون المشترك بين البلدين وتوجهات الرئيس عبدالفتاح السيسى لتوطيد العلاقات المصرية- الصينية، كما أنها اللغة العالمية الوحيدة التى كانت تفتقدها شركة الصوت والضوء، وجرت احتفالية فى فبراير الماضى وحازت إعجاب الملحق الثقافى الصينى، وهناك خبير تقنى هولندى يقوم بتنسيق اللغة فى نظام البث فى معبد الكرنك فى الفترة الراهنة، وجرت عملية الترجمة بصورة حِرفية مدققة، وفقًا للنص الرئيسى المعتمد من وزارة الآثار، جاء التسجيل بالتعاون مع أبرز ممثلى الإذاعة الصينية فى بكين، وأشرف على التدقيق المجلس الثقافى المصرى فى بكين برئاسة الدكتور حسين إبراهيم، فعند رصد تاريخ مصر لابدَّ أن يسير كل شىء بانضباط، ويجرى فى الوقت الحالى إطلاقها فى باقى المناطق الأثرية الأخرى.

■ كيف كان رد فعل السياح والمسؤولين الصينيين؟

- برنامج الحفل احتوى على العديد من الفقرات حيث تم استقبال الضيوف فى جو فرعونى مهيب ورقصات الخيل والمزمار المصرى، وعبر وقتها المسؤولون الصينيون بالسفارة عن امتنانهم باهتمام الصوت والضوء بالسائح الصينى ووجود عرض للصوت والضوء باللغة الصينية فى أهم مناطق العالم جذبا للسياحة، وقد عبر الصينيون عن مدى إعجابهم وسعادتهم بوجودهم بين أحضان الحضارة الفرعونية وسماعهم لغتهم والتى سهلت عليهم الكثير فى اكتشاف المزيد من أسرار هذه الحضارة، وقمنا وقتها بإهداء هدايا تذكارية للسيد شى يو وين والسيدة ليو يونج فينج كرسالة شكر وعرفان لما قدموه من مجهودات كبيرة فى هذا العمل العظيم.

■ هل تنوى الشركة إدخال أى لغة أخرى بعد إتمام عملية إدراج الصينية إلى قائمة لغات عروض الصوت والضوء؟

- حاليًا لا؛ لأننا نقوم بتغطية كل لغات السياحة الوافدة إلى مصر، على سبيل المثال هناك اللغة الروسية، والسياحة الروسية الثقافية ضئيلة جدًّا، لكنها موجودة.

إذا ما جاء عرض خاص باللغة الروسية سنقوم بتقديمه، واللغة العالمية الوحيدة التى كانت تنقصنا هى الصينية، والهرم كانت به ترجمة فورية وليس تمثيلًا حيًّا.

■ كيف يمكن الاستفادة من عروض الصوت والضوء فى تنشيط الحركة السياحية، وأيضا ما نصيبها من السائحين؟

- هناك عوامل كثيرة تتدخل فى المناخ السياحى، لكن حاليًا تتعاون الشركة مع شركات السياحة، ويتم تقديم عروض ترويجية لبرامج الصوت والضوء وعمل خصومات على كميات التذاكر المباعة، هذه عوامل تساعد على زيادة نصيب الصوت والضوء من السوق، فبالتالى صعب تحديد الأعداد المستهدفة لعدم القدرة على التحكم فى العوامل المؤثرة بالحركة السياحية، حيث قامت الشركة مؤخرًا بتطوير الموقع الإلكترونى الخاص بها مع تحديث منظومة البيع أون لاين، والبث التجريبى موجود فى القاهرة ثم بعد ذلك فى الأقصر، وتم تدريب العاملين على تلك الأنظمة التكنولوجية الحديثة، وعملية الحجز الإلكترونى بالفعل موجودة لكافة المناطق لكنها حاليًا موجودة فى الهرم والكرنك فقط، فيما كان قد جرى تحديث الموقع بالتعاون مع شركة مقرها فى دبى وأخرى بريطانية تعملان فى مجال التسويق الإلكترونى، كما تمت صناعة أفلام ترويجية لبرامج الصوت والضوء، وتهدف التجربة لسرد تاريخ مصر وتقديمه للسياح، وجذب أكبر شريحة ممكنة منهم، فيما يتم توقيع بروتوكولات تعاون مع شركات السياحة والفنادق لتوسيع قاعدة العملاء.

■ هل هناك نية للتعاقد مع فنادق لاستقطاب زائرين مهتمين بما تقوم به «الصوت والضوء»؟

- من المقرر خلال الفترة المقبلة التعاقد مع مجموعة من الفنادق والأولوية للفنادق التابعة للشركة القابضة، على ضم شريحة معينة من النزلاء غير الوافدين عبر شركات السياحة، وأعنى هنا النزلاء الوافدين إلى مصر لغرض العمل أو لأغراض شبيهة، والهدف الرئيسى هو توسيع قاعدة البيع، فيما تم بالفعل التواصل مع رؤساء مجالس الإدارات وحصلنا على موافقة لتوسيع قاعدة البيع، وإعطاء فرصة للأجانب فى مصر لمشاهدة برامج الصوت والضوء وما تحتويه من رسالة حضارية وثقافية هامة، وخطتنا تستهدف استقطاب أكبر شريحة ممكنة من السياح الوافدين إلى مصر، لعرض تاريخ مصر بصورة تفصيلية وجذابة ولاستقطاب أكبر عدد ممكن من السياح بما يسهم فى زيادة قاعدة العملاء.

■ ما أهم مؤشرات أداء الشركة خلال الفترة السابقة؟ وما المستهدف مستقبلا؟

- توليت مجلس إدارة الشركة فى خلال العام الجارى ونستهدف استكمال ما قام به مجلس الإدارة السابق، والصوت والضوء تستطيع تحقيق نتائج أعمال أعلى بكثير، ونسعى لزيادة الأرباح الخاصة بالشركة وفق عدد كبير من الخطط يجرى دراستها والعمل بأفضلها، ونسعى لتحقيق ربح 9 ملايين جنيه، والمؤشرات تنبأ بتضاعف المبلغ، وأهم التحديات التى تواجه الشركة خاص بالشق المالى ونتعاون مع الشركة القابضة للفنادق ورئيستها ميرفت حطبة التى توفر لنا كامل الدعم المالى والمعنوى فى استمرار العمل بصورة جيدة، وطلبت منا مقترح لتطوير منطقة الكرنك والتكلفة المالية.

■ كم تبلغ مديونية الشركة وفق آخر إحصائية؟

- الديون المتراكمة على الشركة تصل إلى 54 مليون جنيه، مع العلم بأن الشركة كان لديها ودائع فى البنوك خلال أواخر عام 2010 أو أوائل 2011، تبلغ حوالى 150 مليون جنيه، ثم تراكمت الديون من 2010 إلى الآن بعد أحداث يناير؛ لاعتماد الشركة بالأساس على السياحة، والإيرادات فى قطاع الأعمال قد تبدو مبهرة، ولكن على أى حال أداء قطاع الأعمال يختلف كثيرًا عن القطاع الخاص، فهناك عمالة ملتزمون بالحفاظ عليها إلى جانب العلاوة الخاصة، كما أن قطاع الأعمال يلتزم بالقانون التزامًا صارمًا ففى يونيو الماضى قررت الدولة منح الموظفين علاوة غلاء قدرها 400 جنيه، وهو ما يعد زيادة فى التكاليف، والصوت والضوء تضم حوالى 451 موظفًا، فى حين أن المنظومة تحتاج إلى ثلث هذا العدد فقط، لوجود مناطق لا تتطلب أكثر من ثلاثة أيام عمل فقط فى الأسبوع منها إدفو على سبيل المثال؛ لأنها تعتمد على السياحة النيلية، أضف إلى ذلك الموظفين المغتربين حيث تتحمل الشركة مصاريف الإقامة والإعاشة، فيما تمثل أجور الموظفين تمثل حوالى 90% من المصروفات والباقى مصاريف تشغيل وإنتاج، لذا يجب ضبط منظومة العمل فى قطاع الأعمال لتحقيق أرباح فعلية وحقيقية.

■ ما أهم التحديات التى تواجه الشركة؟ وكيف يتم التعامل معها؟

- تقوم مصر للصوت والضوء بمتابعة تعليقات العملاء أولًا بأول، ووجدت أن حوالى 95% منها تصب فى اتجاه الإعجاب بالمكان وبالمحتوى التاريخى، ولكن تُنتقد طرق العرض، على خلفية وجود طرق أحدث وأكثر تطورًا من ذلك، ووجدنا أن هناك ضرورة لإعادة الهيكلة وتحديدًا فى منظومة العروض والأجهزة حيث تحتاج إلى عمليات تحديث وتطوير بالكامل، وبحثنا عن مستثمر ذى ملاءة قوية ولديه القدرة على التحرك بشكل سريع على وضع رؤية تتناسب والطرق المبتكرة فى هذا الشأن، وبالفعل طرحت القابضة فى 2015 كراسات شروط مشروع التطوير على مجموعة من المستثمرين فى مناقصة عالمية خاصة بمنطقة الهرم تحديدًا، ولسوء الحظ لم يكتمل تنفيذ المشروع.

■ كم تبلغ تكلفة إعادة تطوير وهيكلة الصوت والضوء؟

- تقدر التكلفة بما يقارب 80 إلى 100 مليون جنيه، وهو الأمر الذى لا تستطيع الشركة القيام به فى الوقت الحالى، نظرًا لاستحداث أنظمة تكنولوجية متطورة، ونتنمى بتحسن إيرادات الصوت والضوء القيام بالتطوير، وبالفعل عالجنا عديد العروض وقمنا بتغيير الأفلام الخاصة بمنطقة أبو سمبل وجارى استلمها من الشركة الإسبانية خلال يناير المقبل، وتعقدنا مع شركة أخرى لاستيراد بعض المكونات التى تلفت بعرض «إدفو»، ويجرى تطوير اللمبات بمنطقة الهرم بعد استيرادها من الخارج.

■ حدثنا عن التفاصيل الكاملة لعملية الطرح، وما الأسباب الكامنة وراء عدم اكتمال المشروع؟

- فى عام 2015 تم طرح المناقصة العالمية لتحديث عروض الصوت والضوء بمنطقة الهرم، فازت بها شركة فرنسية مقرها دولة الإمارات، وكانت مستوفاة للشروط الفنية والمالية عندما تم اختيارها، وتم توقيع العقد معها ومع شركة مصرية وهى شركة سيتى ستارز، أيضًا وبدأوا التحرك بالفعل واستلموا الموقع فى يناير 2015، ولعدة أسباب تأخروا ولم ينفذوا أى شىء.

العقد كان ينص على حق امتياز للمستثمر مدته عشرون عامًا، على أن يتم تطوير العروض ومنطقة الخدمات، وإقامة مطاعم وسوق تجارية وأنشطة متنوعة تضمن زيادة الإيرادات والموارد، وتعطى نقلة نوعية لمصر بصفة عامة، وسيكون العاملون على هذا المشروع من شركة الصوت والضوء.

ونص العقد أيضًا على أن تتقاسم الأرباح، مع وجود حد أدنى مضمون سنوى فى حالة عدم تحقيق الأرباح المتفق عليها، مع العلم بأن هذه الأرباح تُقسم بين وزارة الآثار باعتبارها صاحبة الولاية وشركة الصوت والضوء.

■ ماذا حدث بعد فسخ التعاقد بين بريزم وسيتى ستارز؟

- فى أغسطس 2017، اتفق كل من شركة بريزم ومستثمر مصرى جديد وهى شركة أوراسكوم على عمل شراكة لتطوير المنطقة الخاصة بالهرم، ووقعت شركة بريزم عقد شراكة جديد مع شركة أوراسكوم، وتم تكوين تحالف قوى بينهما يحمل اسم «أوراسكوم- بريزم» إنترناشيونال.

تم تقديم تفاصيل هذه الشراكة بشكل رسمى للشركة فى سبتمبر عام 2017، وبعدها تم الحصول على موافقة اللجنة الهندسية العليا فى وزارة الآثار على فكرة المشروع فى 20 ديسمبر 2017.

وتم عقد اجتماعات عديدة لوضع بنود تنسيقية بصورة أكثر تفصيلية، وتم عمل محاضر اجتماعات عديدة وصلت فى النهاية إلى عمل ملحق للعقد يضم ملخص كافة المحاضر.

وكان من ضمن بنود المحلق تسليم الموقع جاهزًا للعمل فى خلال 12 شهرًا من تاريخ موافقة اللجنة العليا الهندسية للآثار، تنتهى فى 20 ديسمبر 2018.

وكانت شركة الصوت والضوء ستقدم الدعم الفنى والمعنوى واللوجستى؛ لأننا كشركة نرحب بهذا العقد الذى يعد فرصة لتطوير المنطقة بإمكانيات ضخمة بتكاليف استثمارية تتراوح من 25 إلى 30 مليون دولار، وبالطبع نحن لا نمتلك هذا المبلغ الضخم.

نتعامل مع كيان يحمل اسم «أوراسكوم- بريزم» وطرفا التحالف لديهما فرصة للمنافسة مرة أخرى بكيان جديد.

تم الحصول على موافقة المجلس الأعلى للآثار على نص العرض الجديد فى مايو 2018، مع العلم بأن الأحاديث والمراسلات كانت تتم باسم كيان «أوراسكوم-بريزم».

بعد الانتهاء من الحصول على كافة الموافقات، كانت هناك أوراق ومستندات أخرى مطلوبة من التحالف، ونحن كقطاع الأعمال نحتاج إلى هذه الأوراق التى تتضمن رسومات هندسية ومستندات وموافقات أخرى وعديدة، وكانت هذه الأوراق جزءًا لا يتجزأ من العقد والملحق.

لم يتم استكمال هذه المستندات من جانبهم لأسباب لا أعلمها، وتم إرسال العديد من الخطابات بخصوص هذا الشأن، وبعد انتهاء المهلة المحددة فى 20 ديسمبر 2018، ومع عدم وجود أى تطورات أو تنفيذ أية أعمال، بدأنا فى اتخاذ الإجراءات القانونية لفسخ التعاقد بعد انتهاء المهلة، وفى الوقت نفسه هناك باب مفتوح للتصالح بحيث يتم تعويض الشركة عما فاتها من مكسب خلال هذه السنة، وهناك تفاهم فى هذا الجانب.

ما زلنا نبحث على مطور، وتم إعداد كراسة شروط جديدة بالتنسيق مع وزير قطاع الأعمال العام، وتمت مراجعة هذه الشروط تفصيليًّا بحيث تصب فى صالح الشركة وصالح المستثمر.

■ ما أهم تفاصيل كراسة الشروط الجديدة؟

- الكراسة الجديدة نصت على أن فترة الامتياز 15 عامًا فقط بدلًا من 20 التى كان منصوصًا عليها فى الكراسة القديمة، وتم أيضًا مراعاة الحد الأدنى المضمون بالدولار، على عكس الحد الأدنى فى الكراسة القديمة وكانت قيمته 10 ملايين جنيه، كما تشترط الحفاظ على العمالة الفنية من الشركة كجزء من إدارة المشروع وعمل شراكة بخصوص هذه العمالة لضمان حقوقهم بحيث تتولى الشركة كافة العمليات المادية الخاصة بهم بدءًا من صرف المرتبات والعلاوات وصولًا للترقيات، ولابدَّ أن يكون المتقدم لديه ملاءة مالية قوية ويقدم ما يفيد من البنوك بأنه قادر على تمويل هذا المشروع، كما يجب أن يملك الخبرة اللازمة لتنفيذ هذا المشروع لتفادى تكرار حدوث أى مشكلة أخرى، فيما تم تحديد المدد التنفيذية لكل مرحلة، مع العلم بأن المشروع يتطلب عدة مراحل، ولكن تم تحديد مدة حوالى 18 شهرًا أو أقل، بالإضافة إلى وضع خطابات ضمان لكل مرحلة من مراحل تنفيذ المشروع، بحيث إنه فى حال عدم تنفيذ مرحلة ما يتم دفع تعويض قيمة عدم التنفيذ، مع العلم أن الكراسة فى مجملها لا تتضمن أى شروط تعجيزية وتصب فى صالح الطرفين، وهدفها ضمان الجدية، والحد الأدنى فى الكراسة الحالية مقوم بالدولار لأن 93% من العمليات البيعية للشركة بالدولار، فسعر التذكرة يتراوح بين 13و 14 دولارًا لذا من الطبيعى أن يكون الحد الأدنى المضمون بالدولار.

ومن المقرر عرض كراسة الشروط على وزارة الآثار لإبداء أى تعديلات أو ملاحظات، وكذلك وزير قطاع الأعمال وهو الذى يتولى تفاصيل هذه الكراسة.

الكراسة الآن يتم ترجمتها فى أحد مراكز الترجمة المتخصصة والمعتمدة، حيث سيتم طرحها فى مناقصة عالمية، وهناك تواصل مع السفارة الفرنسية والهندية والصينية، وبالفعل حازت الفرصة الاستثمارية الخاصة بتطوير منطقة الهرم إعجابا شديدا من بعض الشركات العالمية منها شركة فرنسية عن طريق وكالات التنمية الفرنسية وهى شركة صاحبة ملاءة مالية قوية وأيضًا هناك شركة أخرى صينية.

وسيتم طرح الكراسة الجديدة بعد الانتهاء من ترجمتها وعرضها على وزارة الآثار ومراجعتها من وزير قطاع الأعمال على أن يتم ذلك خلال أسبوعين ومن المقرر طرحها خلال شهر فبراير.

■ إلى أين انتهت مفاوضات التصالح بين الشركة و«أوراسكوم- بريزم»؟

- هناك مفاوضات سارية وإنذارات قضائية مرفوعة على كيان تحالف «أوراسكوم-بريزم» لطلب تعويض مادى قدره 100 مليون جنيه، وهناك قضية مرفوعة أيضًا على الطرف الثانى فى التعاقد الأول وهو شركة بريزم، فى مجمل الأمر كلها إجراءات قانونية أطالب فيها بالتعويض عما فاتنى من ربح، فى حالة التصالح سيتم إلغاء كافة الإجراءات القانونية.

■ هل من الممكن أن تتقدم شركة أوراسكوم مرة أخرى لعملية التطوير؟

- هناك مشكلة مع كيان موجود هو «أوراسكوم- بريزم»، فى حالة الوصول لحل معين سواء بالقضاء أو بالتصالح، من حق أحد الأطراف التقدم لعملية الطرح الجديدة، ووفقًا للقانون فإنه من الممكن لأوراسكوم التقدم بكيان جديد ومنفصل وكذلك بريزم لكن فى حال الوصول لحل فى هذه القضية، وفى حالة عدم التصالح، لا يمكن دخول أى منهما فى عملية الطرح الجديد، نظرًا لوجود خلاف قائم، وهذه التفاصيل ينظرها القانونيون ونحن لا نتحرك إلا وفقًا لما ينص عليه القانون. وبوجه عام فإنه لن يتم طرح الكراسة الجديدة إلا بعد الوصول لحل جذرى مع كيان تحالف «أوراسكوم-بريزم».

■ ما تفاصيل عملية التطوير؟

- تطوير عملية العرض على أحدث الأجهزة التكنولوجية مع الاحتفاظ بالنص التاريخى، وأن تكون مدعومة بأحدث أجهزة العرض العالمية، وكذلك تطوير أنظمة الصوت، وتحديث المدرجات، هذا إلى جانب تطوير منطقة الخدمات ومنطقة الحديقة وأن تضم أسواقًا وبازارات ومطاعم وكافيهات بما يتوافق والنظم المعمارية الحديثة، على أن تكون تكلفة المشروع كحد أدنى حوالى 15 مليون دولار.

■ هل يوجد للشركة أى أصول غير مستغلة؟ وكيف يتم التعامل معها؟

- تمتلك الشركة قطعة أرض فى الغردقة بالتخصيص مع المحافظة على مساحة 45 ألف متر مربع، كان من المفترض إقامة مشروع صوت وضوء عليها خلال عام 2011، ولكن توقف المشروع نتيجة لأحداث ثورة يناير، وجارٍ تطوير فكرة المشروع بما يتناسب وطبيعة المنطقة، وذلك بهدف اجتذاب شريحة كبيرة من السياح الوافدين من منطقة الخليج، فيما نبحث حاليًا نبحث عن مستثمر لإعادة إحياء هذا المشروع مرة أخرى، وجارٍ دراسة عمل كراسة شروط خاصة بهذا المشروع، وسيتم طرح الفكرة على المستثمرين.

■ ما تقييمك للقطاع السياحى بشكل عام؟

- كل مرحلة لها توجهات، والبلد تمر بمرحلة معينة، ومع تحسن علاقات مصر بالدول الأوروبية وظهور المشاريع الاستثمارية بدأت العديد من الدول تتجه إلى مصر مثل الصين وفرنسا وإيطاليا، بالإضافة إلى أن هذه المرحلة تتطلب تجهيز البنية التحتية والأساسية لقطاع السياحة، وحل مشاكل القطاع السياحى، ففى خلال السنوات الماضية لم تحدث مشكلة أمنية مع أى سائح، قد يكون هناك حادث أو اثنان وهى حوادث فردية، ولكن العالم يتفهم ذلك، والوضع مختلف عن عشر سنوات ماضية، بمعنى أن السائح إذا تعرض لأى مشكلة سيقوم ببثها وعرضها على مواقع التواصل الاجتماعى، وهناك تناسق فى عمل الوزارات بما يخدم كافة القطاعات الاقتصادية وعلى رأسها قطاع السياحة، وفق استراتيجية مصر 2030.

■ هل نحن بحاجة لحملة قومية توعوية؟

- بالفعل نحن بحاجة إلى حملة قومية وتوعية فى المدارس والجامعات بأهمية السياحة، مع تغليظ العقوبات ضد المعتدين على السياحة، هذا إلى جانب توحيد جهات الولاية المراقبة للفنادق العائمة، ووضع آليات وقوانين لمنع حرق الأسعار واقتصار العاملين بمن هم على دراية وخبرة بالقطاع، بالإضافة إلى إلزام الفنادق على التعامل مع الشركات السياحية المرخص لها فقط، وأيضًا إبراز الاكتشافات الأثرية أولًا بأول سواء فى المناطق الجديدة مثل العاصمة الإدارية أو فى الطرق، والتعامل باستراتيجية تهدف إلى إيضاح الاستقرار والاكتشافات الجديدة، بالإضافة إلى تعزيز عمليات التدريب، فمعظم العاملين بالفنادق فى دبى وجورجيا عمالة مصرية لديهم قدر من الخبرة والكفاءة فى هذا الشأن.

السلعة التى تقدمها السياحة هى الخدمة، تبيع تجربة طيبة وسعيدة وإيجابية، وأيضًا ضرورة تعزيز الخدمات اليدوية المقدمة إلى السياح بما يتوافق مع التطورات الحالية، حتى لو كان بالتعاون مع منظمات أهلية دولية للعمل على تحسين هذا الشأن، ومصر لديها بنية تحتية تحتمل الوصول إلى 20 مليون سائح، لكننا بحاجة فقط إلى إعادة التأهيل للتعامل مع هذا العدد.

■ ما دور الشركة فى تنشيط السياحة على الصعيد الداخلى والخارجى؟

- تسعى الصوت والضوء لتعزيز السياحة الداخلية من خلال عمل لقاءات وبروتوكولات تعاون مع وزارة الشباب والرياضة، لحث الشباب على زيارة مناطق الصوت والضوء ومعرفة المحتوى التاريخى والمكون الثقافى والعلمى الذى تقدمه الشركة، كما تقدم خصومات وعروضًا خاصة بالعائلات لجذب أكبر قدر ممكن من شريحة المجتمع المصرى للتعرف على ثقافة وحضارة بلدهم، ونعمل على مبادرات مع وزارة الشباب والرياضة ومنظمات إفريقية لتنشيط السياحة داخليًّا وخارجيًّا، بالإضافة إلى عمل مبادرات مع منظمات إفريقية لزيارة مصر ومشاهدة برامج الصوت والضوء، ويأتى هذا فى إطار دور الشركة على تعزيز السياحة الإفريقية، وننظم احتفالات خاصة بالأيام الوطنية لبعض الدول وتقدم عروضًا وبرامج مجانية احتفالًا بهذا اليوم.

■ لماذا تشهد منطقة الأهرامات القليل من الحفلات رغم عراقة المكان؟

- هذا المكان كان من المفترض أن يحقق أرباحًا ضخمة من هذا النشاط، ولكن لعمل حفل فى هذه المنطقة تحتاج إلى دفع رسوم مرتفعة جدا للجهات المتعددة المعنية، قد لا تسمح لتحقيق ربح لمنظمى الحفلات، لذلك يحجم منظمو الحفلات عن المناطق الثقافية ومنها الأهرامات والمعابد الفرعونية، وتسبب فى تقليص السياحة، رغم أن الحفلات العالمية عندما تقام فى منطقة الأهرامات أو الأقصر تكون بمثابة دعاية ضخمة وعالمية.

■ لماذا لم ينجح مشروع إدفو وأبو سمبل رغم الملايين التى أنفقت عليه؟

- بالنسبة لأبوسمبل عدد العاملين هناك كبير مقارنة بالعمالة المطلوبة، ويصل عددهم إلى ٣٥ عاملا، بالإضافة إلى تكاليف أدفو تعامل كمشروع استثمارى، ولكن بظروف أدفو لا بد ألا يعامل كمشروع استثمارى، والمشكلة أنها لا توجد بها فنادق للإقامة غير الفنادق العائمة، وهى لا تكفى لتغطية النفقات هناك، ونفس الأمر بالنسبة لأبوسمبل غير فندقين ٣ و٤ نجوم، وبالتالى لا يعود بأى عائد استثمارى، وقمنا بخروجه من الجانب الثقافى ليدخل الجانب الاستثمارى، وأبو سمبل محتاج ١٨٠ مليون جنيه لتطويره وهذا يستدعى الحصول على دعم دولى من الجهات الثقافية المانحة.

■ هل الشركة لها أنشطة أخرى غير مشاريع الصوت والضوء الخمسة؟

- بالطبع لنا نشاط آخر وهو تنفيذ الإضاءة للغير، وبالفعل قمنا بإضاءة شارع المعز بمصر القديمة، والبر الغربى، وقلعة صلاح الدين الأيوبى، ونحن الآن ننظم الشركة من الجانب الإدارى والتسويقى، ونقوم بعمل عقد مع شركات السياحة للعمل على دفع مقدمات لتذاكر العروض ووضح ذلك فى الإيرادات الشهرية، ولدينا تعليمات من المهندس مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء بالمشاركة فى إضاءة منطقة ميدان التحرير وأكثر من 21 مبنى مجاورا لها، بالتعاون مع وزارة الإسكان.