صدى العرب : توقعات بارتفاع أسواق الأسهم فما الأسباب؟ (طباعة)
توقعات بارتفاع أسواق الأسهم فما الأسباب؟
آخر تحديث: الخميس 14/11/2019 05:35 م صدى العرب
من المرجح أن يؤدي تراجع المخاطر السياسية المتمثلة في الهدوء على الجبهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتقدم المفاجئ في البريكسيت إلى ابقاء الروح المعنوية لأسواق التداول المالية عالية في ما تبقى من عام 2019، ولكن لا تزال هناك مخاطر اقتصادية عميقة التي كان السبب الرئيسي فيها الحرب التجارية، لهذا يتم التحذير من استمرار تباطؤ النمو العالمي خاصةفي ظل ضعف استثمارات الشركات، في حين أن الدعائم للنمو مثل الاصلاحات والتخفيضات الضريبية والانفاق المالي يبدو هشًا.

منذ عمليات البيع الكبيرة في الربع الأخير من العام الماضي التي انخفض فيها مؤشر S&P 500 بنسبة 12.3%، انتشر شعور بعدم اليقين على نطاق واسع وعميق في الأسواق، ولكنه ارتفع بنسبة هائلة بلغت نحو 19.8% منذ بداية عام 2019 حتي الآن.

في الواقع كان أداء الأسهم العالمية بشكل عام جيدًا هذا العام بزيادة بنحو 16%، ويعزى جزء كبير من المكاسب إلى الارتفاع الحاد في الأسهم الأمريكية.

ومع دخولنا الربع الأخير من عام2019، بدأ المستثمرون في التكهن بما إذا كانت أسواق الأسهم ستستمتع بالارتفاع في نهاية العام، بالفعل عائدات السندات والأسهم آخذه في الارتفاع، وبالرغم من ذلك لا يزال القلق هو المسيطر على المستثمرين حيال المخاطر التي تهدد السوق والتوقعات الاقتصادية وكلها تقريبًا سياسية.

الصفقة التجارية
في البداية، لقد تراجعت المخاطر السياسية بشكل كبير، حيث أن الأسواق رحبت بالصفقة التجارية للمرحلة الأولى بين الولايات المتحدة والصين، رغم أنها تفتقر إلى التفاصيل حول العديد من النقاط الشائكة في المفاوضات، وهناك فرصة متزايدة لتوقيع الاتفاقية رسميًا في منتصف الشهر المقبل في اجتماع التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في تشيلي.

في حين أن الصفقة قد تكون خفيفة من حيث الجوهر إلا أنها تشير إلى أن المرحلة الثانية ستتبع المرحلة الأولى، كما سيكون على الأقل فجوة في تصاعد التعريفات بين البلدين، لقد تراجعت أطراف الحرب التجارية عن الهاوية بعد أكثر من عشر جولات من المفاوضات والمباحثات رفيعة المستوى دون أي احتمال حقيقي للتسوية.

مفاوضات البريكسيت
من جهة أخرى، مفاوضات البريكسيت التي انتهت بإجراء انتخابات مبكرة في 12 كانون الأول/ ديسمبر المقبل وتمديد موعد المغادرة الرسمي حتي نهاية كانون الثاني/ يناير القادم، وبالرغم من أن نتيجة البريكسيت غير مؤكدة إلا أنها تضيف إلى السوق شعور بأن الادارة السياسية تتقارب بدلًا من أن تكون متباينة.

تخفيض أسعار الفائدة
قد يدعم أيضًا التكهنات بارتفاع أسعار الأسهم فيما تبقى من هذا العام، التوقعات بأن تستمر البنوك المركزية في لعب دور الداعم للحفاظ على استمرار النمو، وحتي إذا لم تحقق أهداف التضخم فإنها ستبقي على الأقل قوية بعيدة عن الانكماش الاقتصادي.

فخلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، كان هناك 38 تخفيضًا تراكميًا في أسعار الفائدة في جميع أنحاء العالم، كما أن البنك الاحتياطي الفيدرالي قرر خفض أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس للمرة الثالثة على التوالي خلال اجتماعه في شهر تشرين الأول/ أكتوبر.

في حين أن هناك المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة لدعم النمو الاقتصادي، إلا أن أسواق السندات ترسل اشارات تشير إلى ركود محتمل، ففي نهاية شهر آب/ أغسطس الماضي انقلب منحنى العائد الأمريكي لفترة وجيزة، حيث أصبح الفارق بين عوائد السندات لآجل عشر سنوات ولآجل عامين في المنطقة السلبية، وهذا يشير إلى ركود اقتصادي محتمل.

إن أكبر المخاطر التي تنتظر الأسواق العالمية هو تباطؤ زخم النمو العالمي الذي لا يزال قائمًا، ويتمثل مركز التباطؤ في ضعف الاستثمار في الشركات والذي كان له صدى في جميع أنحاء العالم وله تأثير واضح على الأرباح.

لا يزال موسم الأرباح في الولايات المتحدة في الأيام الأولى، ولكن في الوقت التي فاقت فيه سلسلة من الأرباح المرتفعة التوقعات ارتفعت الأسهم بشكل كبير.