صدى العرب : الأمير خليفة بن سلمان.. رمز الوطن والوجه الآخر للبحرين (طباعة)
الأمير خليفة بن سلمان.. رمز الوطن والوجه الآخر للبحرين
آخر تحديث: الإثنين 02/01/2017 12:38 م
أحمد المرشد أحمد المرشد

ليس غريبًا على شعب البحرين الرائع بوفائه العظيم لقيادته، وهذا هو حال الشعوب العظيمة، تجتمع على قلب رجل واحد وقت الأزمات، وما بالنا بأزمة أشد علينا بخبر ينزل علينا كالصاعقة، يبلغنا بإصابة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء بوعكة صحية، فما كان من شعب البحرين إلا أن ابتهل عن بكرة أبيه الى المولى عز وجل ليمن على الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بالشفاء من مرضه الذي ألم به مؤخرًا.

إنه الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، صاحب الدور التاريخي في بناء عظمة البحرين، وسموه صاحب اليد الطولى في بناء اقتصاد المملكة القوي الذي يشهد به الجميع. لن نقول لماذا انزعجنا جميعًا بخبر الوعكة الصحية التي ألمت بالأمير خليفة، ولكن كان علينا التفكير للحظة في هذه الشخصية التاريخية الاستثنائية، رجل أقل ما يقال عنه إنه نموذج للمصداقية والحكمة والاعتدال، رجل يسبقه سجله المشرف والمشرق من الإنجازات، ويكفي أن حكومات الأمير خليفة المتعاقبة سارت وتسير وفق استراتيجية واضحة المعالم وتهدف إلى تحقيق الرفاهية والتقدم. ولهذا كرست كل حكومات الأمير خليفة كل الإمكانات لتحقيق كل ما نشهده من إنجازات بناءة لتحقيق ما ننشده جميعًا للبحرين من تقدم وأمن واستقرار.

إنجازات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة، ما هي سوى ترجمة حقيقية لإيمانه العميق بالتجديد والابتكار والمبادرة، فسموه تمسك دائمًا بتلك العناصر لتحقيق النجاح واعتبرها الأساس لضمان الريادة، وكانت النتيجة ماثلة أمامنا جميعًا، حيث رأينا دول العالم تسعى للاستثمار في البحرين. ويكتب لكل حكومات الأمير خليفة التميز في طرح برامجها والتي تأتي جميعها من القدرة على طرح مبادرات خلاقة وبرامج عمل مبتكرة وتحويل التحديات إلى فرص.. وهذه هي رؤية الأمير خليفة للتعامل مع الحاضر والمستقبل.. رؤية تتلخص في التطلع إلى الأفضل دائمًا ولا تتوقف عند حدٍ معين.. ويكفي المعيار الذي يضعه سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للدلالة على النجاح، هذا المعيار أو الحكم يتلخص في ارتفاع مستوى الأداء وحجم الإنجاز، وهذا ما يؤكده سموه دوما، لأن رفاهية المواطن وتقديم أفضل مستوى من الخدمات هما شاغله الأول.

إنه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء، الذي أكد في أحد تصريحاته أن المملكة مقبلة على مرحلة جديدة في مسيرتها التنموية وفق ثوابت ومرتكزات تضمن تحقيق مقومات الأمن والاستقرار، ولن يكون هناك مكان لأي تجاوزات أو خروج عن القانون.. ليس هذا فحسب، فمع استمرار المسيرة التنموية، شدد سموه على أن البحرين لن تدخر جهدًا في حماية كل منجز وطني، وأن إقرار الأمن وبسطه في ربوع الوطن أمر لا تهاون فيه، ولن يجني من يريد النيل من استقرار البلاد وشعبها عن طريق الترويع والإرهاب والتخريب سوى الخذلان.. ويأتي كل هذا لأن سموه يدرك بلا شك التحديات التي تحيط بالبلاد والعالم معًا. لم تقتصر نظرة الأمير خليفة على الداخل، فالعالم حولنا يتغير بسرعة، ومن ثم كان حري بنا أن نواكب هذه الحركة. ثم الأهم هو ما أكد عليه سموه بأننا علينا أن نعمل بشجاعة وحكمة توازي التحديات التي تواجهنا، كما أن نظرتنا يجب أن تختلف وأن تواكب الحركة المتسارعة في العالم لمواجهة المتغيرات على المستويين الإقليمي والدولي.

ولعلي أتذكر برنامج حكومة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة الذي طرحه أمام مجلس النواب عن الدورة ( 2015 - 2018 )، فالبرنامج يعد انجازًا جديدًا لشعب البحرين العظيم، ويؤكد التزام قيادتنا الرشيدة وإصرارها على المضي قدمًا بكل السبل والوسائل على إنجاز برنامجها الإصلاحي والذي يسير وفق خطوات تدريجية مدروسة بما يحقق التطور والنمو والرفاهية لشعب البحرين.. ميزة هذا البرنامج، أن الحكومة تتحدى نفسها، وتضع مطالب واحتياجات المواطنين المحرك الرئيس للبرنامج، مع توفير أكبر قدر من الشفافية والمسؤولية، للوصول مع الحكومة ﻷفضل برنامج يلبي احتياجات ومطالب شعب البحرين.

لم تضع حكومة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان برنامجها الحكومي بصورة سنوية كالمعتاد في بقية دول العالم، ولكنها خططت جيدًا للمستقبل، وارتأت الحكومة أن يكون البرنامج لمدة أربع سنوات، وليكن برنامجًا تنمويًا متوازنًا ويلبـي حاجات الوطن والمواطنين من الخدمات والاستثمار، بما يعود على الجميع بالخير وينشر العدالة والمساواة ويعزز الأمن والاستقرار. وبالطبع ستعمل الحكومة على ألا تؤثر التحديات الاقتصادية على مستوى معيشة المواطنين، وهو الأمر الذي يتطلب معادلة لحسن إدارة الموارد إيرادًا ومصروفًا.. وهو ما يتفق أيضًا مع أهداف «رؤية البحرين الاقتصادية 2030» أي تحقيق أعلى مستوى دخل ورفاهية للمواطن البحريني..

ومن هنا، نضع - جميعًا - ثقتنا في رؤية الأمير خليفة بن سلمان الذي وضعت حكومته برامج مدروسة لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وتطوير مصادر الدخل وترشيد الإنفاق، وإعادة توجيه الدعم في إطار رؤية البحرين الاقتصادية والاجتماعية.

ولعلي أستند في حديثي عن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة الى تقرير شبكة «CNN» الإخبارية الأمريكية الذي وصف رئيس مجلس الوزراء بأنه «مسؤول يمتلك رؤية واستراتيجية»، وأن هذه الرؤية ناجمة عن كفاءة وقدرة على تعزيز صورة أفضل لمملكة البحرين للأجيال القادمة. وأشاد التقرير بصفات مهمة في شخصية سمو الأمير خليفة وهي أنه «صامد ومثابر» مما مكنه بالنهوض بالبحرين الى آفاق جديدة لتصبح لاعبًا رئيسًا على الساحة الدولية من خلال سلسلة من الإنجازات التي تتحدث عن نفسها. ولم يغفل التقرير الإشارة الى أبرز الجوائز الدولية التي حصل عليها سموه من المنظمات الإقليمية والدولية، ومنها جائزة التنمية المستدامة من الاتحاد الدولي للاتصالات تقديرًا لمساهمات سموه في الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات في تحقيق التنمية المستدامة.

بالإضافة الى جوائز دولية كثيرة رائعة تقديرًا لإنجازاته على المستوى الدولي، منها الجائزة التقديرية في مجال التنمية الحضرية من قبل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في عام 2007، وشهادة تقدير خاصة من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «الموئل» في عام 2008، وميدالية ابن سينا الذهبية من قبل منظمة اليونسكو في عام 2009، وجائزة الأهداف الإنمائية للألفية عام 2010، والدرع الأفريقي في عام 2012، والجائزة الذهبية من الاتحاد الدولي لسيدات الأعمال والمهنيات (BPW الدولية) في مايو 2014.

الأمر الرائع هنا، أن تأتينا الإشادة من مؤسسة إعلامية دولية يشهد لها الجميع بالحيادية، وهنا نشير الى ما ذكرته «CNN» بأن البحرين تعد واحدة من أوائل الدول في العالم التي نجحت في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية قبل الموعد المحدد من حيث توفير التعليم المجاني، وتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين، والتوسع في الرعاية الاجتماعية وتعزيز مستوى الرعاية الصحية. وقال التقرير: «من دون شك يمتلك صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء مملكة البحرين رؤية واستراتيجية، ولكن الأكثر أهمية هو أنه أكد كفاءته وقدرته على تعزيز صورة أفضل لمملكة البحرين للأجيال القادمة».

لقد تعودنا من حكومة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة عدم الوقوف ساكتة أمام التحديات التي واجهت المملكة على المستويين الاقتصادي والأمني، فقد بذلت أقصى مساعيها لتحقيق مجتمع يسوده العدل والامن والاستقرار والرفاه، والبناء على المكتسبات السابقة في الاطار الذي يضمن تحقيق التنمية المستدامة وتوفير الخدمات اللازمة للمواطنين وتنويع قاعدة الاقتصاد الوطني وتعزيز تنافسيته وتطوير مناخ الاستثمار وتعزيز دور القطاع الخاص وتنمية الموارد البشرية باعتبار المواطن البحريني محور التنمية وجوهرها ومحركها.

وقد دفعت كل هذه التطلعات الحكومة الى أن تتبنى مبدأ التوازن بين ما تمتلكه المملكة من امكانات وفرص متمثلة في رأس المال البشري والموقع الاستراتيجي والبيئة المواتية للأعمال التجارية والمناخ المعيشي الجذاب من جهة، والتحديات التي تواجهها ومتطلبات واحتياجات المواطنين والمقيمين من جهة أخرى.

 إجمالاً.. يقول صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان دائمًا إن مشاعر الحب التي يغمره بها المواطنون البحرينيون لا يمكن أن يوازيها أي تكريم دولي، وتعكس هذه الكلمات الدافع الحقيقي الكامن وراء جهود سموه، هذا الدافع هو ولاؤه الصادق والعميق لشعب مملكة البحرين، وإذا كان الشعب غمر سموه بحبه، فسموه منح شعبه قلبه وعقله ودمه، فكان مثالاً للعطاء، ويا ليت كل مواطن بحريني يستمد منه هذا القلب الوفي لوطنه..

مرة أخرى، نرفع الأكف لله سبحانه وتعالى شكرًا بما من به على صاحب السمو الأمير الوالد الرمز خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء حفظه الله من نعمة الشفاء، وأن يديم سموه ذخرًا وسندًا لهذا الوطن وشعبه ليظل نبراسًا منيرًا ومعطاءً؛ ليكمل ما بدأه من إنجازات ستظل البحرين تتغنى بها.