صدى العرب : باختصار.. حرب اللحمة (طباعة)
باختصار.. حرب اللحمة
آخر تحديث: الخميس 24/10/2019 02:42 م
حمادة عبدالعزيز حمادة عبدالعزيز
عزيزي القارىء لا تنزعج كثيرا من عنوان المقال لإنه وببساطة  أنا مثلك تماما لا أميل للعنف ولا أحبذ الحروب ،فالحرب التي اريد الحديث عنها في هذا المقام حربا تحفظ المال وتريح النفس وتشرح الصدر وتبعث على التفاؤل .
فحديثي عن الحرب المعلنة التي شهدتها وتشهدها بعض القرى في صعيد مصر بين القصابين أو تجار سيد الطعام فخلال الاسابيع الماضية وصل سعر كيلو اللحمة ٥٠جنيها فقط، لا تستغرب هذه ما حدث بالفعل في مضاربة عنيفة وقوية بين جزارين القرى في محاولة اختطاف الزبائن واثبات القدرة على التحدي أو ما يعرف اختصارا بحرب تكسير العظام.
وفي الحقيقة ان بعض الجزارين لم يستطع دخول حلبة المصارعة ومنافسة السعر الخيالي لكليو الحملة خلال هذه المعركة "٥٠ جنيها"للكليو وتراوحت اسعار  الجزارين الاخرين  بين ٦٠ و٧٥ و١٠٠ جنيه وطبعا هذه الاسعار مثالية عندما نقارنها بما حولنا ونسمع عنه فيما يخص أسعار اللحمة.
الاندهاش لن يقف عند هذا الحد لان القصابين في منافسة أخرى وهي تنافسهم  في استعراض قدراتهم واحقيتهم في الاستحواذ على العملاء من خلال اجراء عمليات الذبح أمام الناس حتى لا يتشككوا في مصدر اللحمة،بالاضافة الى الدعاية المختلفة من قبل الجزارين ليلة الذبح باستئجار ميكروفونات للاعلان عن سعر ومكان البيع والسير بالمواشي المحتمل ذبحها ليراها الناس ويطمئنوا من سلامتها وذلك باصطحاب عدد من الاطفال الذين يرددون ما يقوله التاجر أثناء الترويج  لذبائحه .
ليس هذا هو  كل شيىء عن حرب الجزارين وبقى ان نذكر أن هناك عدد من الشباب الذين لديهم دراية بسيطة بمهنة الجزارة دخول الحلبة من خلال منافسة القصابين الاساسين وخطف عدد كبير من زبائنهم منتهزين فرصة تراجع اسعار المواشي الحية بالسوق وعدم رغبة المربين في الاحتفاظ بأكثر من رأس أو اثنين من الماشية لارتفاع اسعار العلف وتكلفة التربية.
وحتى لا نطيل يبقى ان نسأل عن سر هذه الظاهرة ومن المستفيد منها وهل لها اضرار على المربين وهل ستستمر هذه الحرب ولماذا يبالغ القصابين في رفع اسعار اللحوم طوال العام .