صدى العرب : أبو الغيط يطالب مجلس الأمن بتحمل مسئولياته حيال العدوان التركي (طباعة)
أبو الغيط يطالب مجلس الأمن بتحمل مسئولياته حيال العدوان التركي
آخر تحديث: السبت 12/10/2019 02:05 م سارة خاطر
طالب أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية ، مجلس الأمن، بما يمثله من مرجعية للشرعية الدولية، لتحمل مسئولياته حيال العدوان التركي علي الاراضي السورية ، والعمل بجدية أكبر من أجل التوصل لموقف دولي موحد بإدانة هذا العدوان ووقفه، وإزالة الآثار المترتبة عليه ، كما طالب تركيا بوقف فوري وكامل لكافة العمليات العسكرية وسحب قواتها التي توغلت داخل الأراضي السورية ، محملها المسئولية كاملة عن التبعات الإنسانية والأمنية التي قد تترتب على هذا العدوان الخطير. ،


جاء ذلك فـي كلمته خلال اعمال الدورة غير العادية لاجتماع مجلس جامعة الدولالعربية على المستوى الوزاريلمناقشة العدوان التركي على شمال شرق سوريا.


وقال ان العملية العسكرية التي تقوم بها تركيا في شمال شرق سوريا ليس لها سوى اسم واحد هو الغزو والعدوان ، مضيفا انها غزو لأراضي دولة عربية، وعدوان على سيادتها .
واضاف إنه غزوٌ مُدان لا يُمكن أن يقبل به عربي يعتز بعروبته ولا يُمكن أن يُقره العالم أو يتماشى معه، فمهما كانت الذرائع التي يُقدمها الغازي، يظل العدوان عدواناً مرفوضاً ومداناً وخارجاً على الشرعية والقانون الدولي.

واشار الي انه أحداً لا ينكر الوضع المعقد القائم في سوريا منذ أكثر من ثماني سنوات وهو وضعٌ كان من شأنه أن غابت الدولة السورية حتى هذه اللحظة عن احتلال مقعدها في مجلس جامعة الدول العربية ، على أن هذا الوضع، المؤقت بطبيعة الأمور، لا يُمكن ولا ينبغي أن يُتخذ تكئة لسلخ سوريا من عروبتها .
واكد ان سوريا دولة عربية عضو في هذه المنظمة.. كانت وستظل أرضها هي أرض عربية وأمنها جزء من الأمن العربي ، والاعتداء، بهذه الصورة التي نراها اليوم على وحدة التراب السوري، هو بكل تأكيد تهديد للأمن العربي الجماعي.

واضاف قائلا " نعم لقد تصارعت أجندات ومصالح أجنبية على الأراضي السورية لسنوات على خلفية حرب طاحنة مزقت نسيج هذا البلد وهذا المجلس أدان ويُدين كافة أشكال التدخل الأجنبي على الأراضي السورية، أياً كان الطرف الذي يمارسها.بل يعتبر هذه التدخلات سبباً في نكبة سوريا وإطالة أمد أزمتها.. على أن ما نشهده اليوم من جانب تركيا هو أمر مختلف في مداه وغاياته .
ونوه بان العدوان التركي، كما طُرحت خططه وحُددت أهدافه، يرمي إلى اقتطاع مساحة من الأراضي السورية بعمق يصل إلى 32 كيلومتراً وبطول يتجاوز 400 كيلومتراً.. ويسعى إلى اقتلاع السكان من هذه الأراضي ثم إحلال آخرين محلهم من اللاجئين لديه .. وإن لم يكن هذا احتلالاً وغزواً، فبماذا يُمكن تسميته؟

وقال "لقد شهدت الساعات الأولى للغزو فرار عشرات الآلاف من منازلهم وقد تصل أعداد الفارين والنازحين مع استمرار العمليات، ووفقاً لبعض التقديرات إلى أكثر من 300 ألفاً ، وهناك مخاوف حقيقية من تطهير عرقي محتمل للأكراد في هذه المنطقة أما عن خطط التغيير الديموغرافي بتسكين الملايين -كما أعلن الجانب التركي- محل من سيتم طردهم.
واكد انها فهي -في حقيقة الأمر- عارٌ أخلاقي وإنساني، فضلاً عن كونها منافية على طول الخط للقانون الدولي الذي ينص على العودة الطوعية الآمنة والكريمة للاجئين.
واضاف إن ما سمعناه في الأيام الأخيرة من استخدام اللاجئين كورقة مقايضة في مواجهة الجانب الأوروبي يعكس انحداراً جديداً غير مسبوق ، موكدا إن الضغط على العالم بالتلويح بمصير اللاجئين ليس من الأخلاق وليس من الإنسانية.. وليس من الإسلام.
وشدد علي انه يظل الأكراد جزءاً من نسيج الدولة والمجتمع السوري بل ونُشيد بما تحملوه من تكلفة – بالدم والعرق- من أجل إزاحة كابوس الحكم الداعشي من مناطق شرق سورياولا يُمكن أن نُقر أبداً أن يتعرضوا للإبادة أو التطهير العرقي، أو أن يهجروا من بيوتهم التي جاءها الكثير منهم نازحاً من مواطن أخرى هاجمهتها تركيا في وقت سابق.

واضاف إنه من الواضح لدينا جميعاً أن هذا العدوان التركي سوف يُفضي إلى أزمات جديدة ولاجئين ونازحين جدداً وعذابات إنسانية بلا حصر وربما كان الأثر الأخطر متعلقاً بتهديد الإنجازات التي تحققت في الحرب على داعش، موضحا ان هناك 12 ألف عنصر إرهابي متحتجزين في سبع سجون، ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية في المناطق التي تسعى تركيا إلى احتلالها من بين هؤلاء أربعة آلاف من المقاتلين الأجانب .
واكد إن العدوان التركي، في ضوء هذه المعطيات، لا يُمثل فقط تهديداً للاستقرار الإقليمي وإنما يُعد خطراً حقيقياً على الأمن والسلم الدوليين ،داعيا المجتمع الدولي لتحمل مسئولياته حيال هذا التهديد الحال والداهم لأمن العالم.

وقال انه من المؤسف أن مجلس الأمن قد صادف فشلاً واضحاً، حتى الآن، في التعامل مع العدوان التركي بسبب بعض الاختلافات داخله، وبالأخص ما يتعلق بمواقف بعض الدول دائمة العضوية فيه .


ومن جانبه دعا محمد علي الحكيم وزير الخارجية العراقي "رئيس الدورة الحالية للمجلس"، الجامعة العربية الى لعب دور مهم في التوغل التركي في سوريا ، والعمل على الوقوف الى جانب الجمهورية العربية السورية، وتفعيل عضويتها في الجامعة العربية.
كما دعا -في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمجلس -المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته بشأن التوغل التركي، من خلال التحرك السريع لوقف الاعمال العسكرية، وإيجاد حل سياسي ينهي معاناة السوريين بجميع مكوناتهم وضمان حقوقهم.
وشدد على ان التوغل العسكري التركي الذي تتعرض له الجمهورية العربية السورية الشقيقة، يُعد إنتهاكاً صارخاً لسيادتها واستقلالها ووحدة اراضيها، ويهدد بإشعال المزيد من الصراعات في سوريا والمنطقة، ويقوض جهود المجتمع الدولي في إيجاد حل سياسي ينهي معاناة الشعب السوري وإيقاف نزيف الدم.
وقال إن التوغل التركي في شمال سوريا يُعد أيضا تصعيداً خطيراً سيؤدي الى تفاقم الازمات الانسانية، ويزيد من معاناة الشعب السوري، ويعزز قدرة الارهابيين على إعادة تنظيم فلولهم، ويقوض جهود المجتمع الدولي في محاربة التنظيمات الارهابية، وخاصةً تنظيم داعش الارهابي الذي يهدد دول المنطقة والعالم، كما انه يشكل خطراً على الأمن والسلم الدوليين، كما لها تداعيات سلبية كبيرة على دول المنطقة، وبصورة خاصة العراق، الذي لازال يعاني من الآثار المدمرة جراء الحرب على تنظيم داعش الارهابي.
وجدد رفضه للتدخلات في الشؤون الداخلية لسوريا، داعيا جميع الاطراف السورية على الانخراط في عملية ديمقراطية تضمن حقوق جميع مكونات الشعب السوري، وخاصة بعد تشكيل اللجنة الدستورية المكلفة بكتابة دستور جديد لسوريا.