صدى العرب : عباقرة تسويق.. من كواكب أخرى!! (طباعة)
عباقرة تسويق.. من كواكب أخرى!!
آخر تحديث: الثلاثاء 08/10/2019 01:59 م
أشرف كــاره أشرف كــاره
عجيب هو سوق السيارات المصرى؟ فقد أفرز لنا خلال السنوات الأخيرة مجموعة من نماذج مدراء التسويق الذين طالما أشعرونا أنهم قادمون من كواكب أخرى .. أو ربما يعملون فى كوكب غير الذى عهدناه منذ مولدنا وهو (الأرض) !! ، فبغض النظر عن سلبية التواصل معهم من عدم رد (العديد منهم) على المكالمات الهاتفية التى ترد لهم ، بل وأيضاً على الرسائل الأليكترونية ... فقد تطور أمرهم للخروج علينا بأفكار – لطالما أشعرتنا بأننا يجب أن نلتحق بالتعليم الأساسى من جديد ، حيث أننا لسنا على المستوى الفكرى "العبقرى" الذى يعملون به ونحن لازلنا فى غيبوبة عما يعملون؟!! ، كما أنهم لا يؤمنون بأفكار أساتذة التسويق العالميين المعروفة والتى يأتى من أشهرها الزيادة من النشاط الترويجى فى حالات الركود والعكس بالعكس وهى نظريات معترف بها بكافة كتب الإدارة التى قمنا بدراستها من عشرات السنين...

فمن بعض الأمثلة التى اصطدمت بها مؤخراً ... إصرار بعض مدراء التسويق على تعيين شركات علاقات عامة لتمثل شركاتهم مع وسائل الإعلام المختلفة – وبغض النظر عن تدنى مستوى وأداء تلك الشركات للعلاقات العامة ، إلا أنها تتفنن فى إبعاد الإتصال الإعلامى بين ممثلى الصحافة والإعلام عن تلك الشركات .. وليس العكس ؟! -  فيبدأ دور تلك الشركات التى تطلق على نفسها "شركات علاقات عامة" لتمثيل دور (البلطجى الشيك والمهذب) نيابة عن الشركات التى عينتها لتمثيلها إعلامياً . ويبقى مبدأ الإبتعاد فى التعامل مع وسائل الصحافة والإعلام هو الهدف – إلا مع المنافقين منهم ، الذين دأبوا فى مدح أفراد وأعمال تلك الشركات مهما ساء أداءها – الأمر الذى يؤكد يوماُ بعد يوم إنحدار هذا السوق إلى الهاوية ، ويجعلنا نتحسر على أيام بداياته مع تسعينيات القرن الماضى عندما كان الإعلاميون يضرب لهم (تعظيم سلام).

نموذج آخر من مدراء التسويق لأحد البنوك التجارية الهامة بالسوق المصرى الذى قرر أن يوجه ميزانيته التسويقية بالكامل إلى الدورى المصرى "العظيم" ... الذى يتم لعبه بدون جمهور!؟ ، علاوة على أن الأغلبية من متابعيه من الفئات المجتمعية الدنيا التى لا يملك أغلبها حسابات بنكية أو بطاقات إئتمانية ولا تمثل لهم تلك الخدمات البنكية أية أهمية فى حياتهم ... فمرحباً بالفكر الألمعى للتسويق.

و مفكر ثالث لإحدى شركات السيارات، وجه كافة ميزانية شركته التسويقية السنوية لمعرض "أوتوماك فورميلا" السنوى الذى يتم تنظيمه خلال خمسة أيام بالعام فقط ولا تزيد حجم زيارته بالسنوات الأخيرة عن ربع مليون زائر ... وذلك بمقابل عدم إقتناعه بالتسويق عبر الوسائل الرائجة الأخرى شأن التلفزيون والراديو وحتى الصحف المتميزة بالسوق والتى تحظى كوسائل إعلانية وإعلامية بمتابعة الملايين من العملاء المستهدفين ولا تزيد تكلفتها بالمقارنة بتكلفة المشاركة بالمعرض عن الربع أو أقل .... ولا أعنى بذلك أن المشاركة بالمعرض مرفوضة ، ولكن ما الحكمة من التواجد بمثل هذا المعرض بمساحة تزيد عن 700 أو 800 متر مربع قد تصل تكلفة المشاركة معها كاملة ما يزيد عن 4 مليون جنيه ليتم فى النهاية عرض سيارتين جديدتين فقط قد يكفى أن تكون المساحة المطلوبة لعرضهما هى النصف مع طرازات أخرى هامة للشركة ؟! ومن ثم نصف التكلفة الإجمالية فى النهاية... وكأنه لم يسمع عن الفكرة التى تعلمناها أيام "الحضانة" بأهمية توزيع البيض فى أكثر من سلة ؟! ... فما هو موقف هذا المفكر بعد تأجيل المعرض إلى ديسمبر المقبل وربما إلغاء دورته لعام 2019 ؟!.

العديد والعديد من الأمثلة على الفكر العبقرى للتسويق الذى يتمتع به هؤلاء والذين وضعوا منهجاً جديداً يتمتع بحداثته لمدراء التسويق العباقرة ... مؤكدين على أنهم يخاطبون أناس من عالم آخر ، أو هم الذين جاءوا من عوالم أخرى أعلى وأحدث فكراً مما نحن عليه.