صدى العرب : اللواء زكريا عبيد سراج الدين: المدفعية جعلت جنود إسرائيل لا يجرؤون على إخراج رؤسهم من الدشم والمخابيء (طباعة)
اللواء زكريا عبيد سراج الدين: المدفعية جعلت جنود إسرائيل لا يجرؤون على إخراج رؤسهم من الدشم والمخابيء
آخر تحديث: الإثنين 07/10/2019 02:05 م ياسر هاشم
- المدفعية جعلت جنود إسرائيل لا يجرؤون على إخراج رؤسهم من الدشم والمخابيء
- يوم 6 أكتوبر خرجت المدفعية المصرية من اماكنها لتقتلع العدو الذي احتل ارضنا المقدسة
- 5 يونيو كانت خدعة للقضاء على الجيش المصري والرئيس المصري
 
يوم السادس من أكتوبر عام 73 وقفت المدفعية المصرية بكل شموخ وعزة على شاطيء القناة بطول خط المواجهة بعد دقائق معدودة من خروج الطيران المصري لضرب الأهداف الحيوية وتمركزات العدو داخل القناة.

وأعتلت الدبابات المصاطب لتعلن زغاريد النصر وتعزف كلها في أن واحد سيمفونية الردع للعدو الذي دنس سيناء المقدسة ولتقضي على كافة دفاعات العدو المرئية بطول شط القناة فاخذت داناتها تهوي على خط بارليف المزعوم ودخل أفراد وضباط العدو المخابيء والدشم خوفا من المدفعية التي قامت بعمل تمهيد نيراني لم يسبق له مثيل في العالم كله وساعده أفراد المشاه في العبور دون أن يراهم العدو الذي دخل المخابيء.

وبمناسبة الذكري 46 لنصر أكتوبر المجيدة التقت "صدي العرب" باللواء زكريا عبيد سراج الدين أحد ابطال الدفعة 54 حربية التي شاركت في حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر المجيد وهو من مواليد القاهرة، في 11 يونيو 1947، حيث فتح خلال حديثه لـنا، صندوق الذكريات والبطولات، لحظات الأمل والتمني، التي عاشها مابين 1967 حتى نصر أكتوبر 1973.

*بداية ماذا عن أجواء السنوات التي سبقت نصر أكتوبر؟
 ذهبت إلى "الكلية الحربية" بعد أن تركت كليتي التي كنت ادرس بها فعندما سمعت نبأ تنحي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عن الحكم وانضمامه للجماهير اختل توازني لأن جمال كان يمثل لي ولكل ابناء جيلي القدوة والرمز ومعني أن يترك الحكم هذا مستحيل ورايت مستقبلي يترنح امامي بعد هزيمة لم نكن السبب فيها ؟ نعم 5 يونيو كانت خدعة للقضاء على الجيش المصري والرئيس المصري 
 
*كيف كانت مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر؟
 مصر في عهد الرئيس عبد الناصر ارتفعت هامتها بسبب القضاء على الاستعمار واعوانه واتجاه مصر نحو الاكتفاء الذاتي من التصنيع في كل المجالات وعلي رأسهم تصنيع السلاح فكنا متفوقين تفوق غير عادي فصنعنا الطائرة المصرية الجمهورية والقاهرة وبعض الصواريخ والأسلحة الدفاعية وهذا كان صفعه قويه للغرب الذي لا يريدنا أن نرفعنا عاليا فهم يريدون مصر منهكه لا ترفع راسها ولا تغرق في نفس الوقت وارادوا اقحامنا في حروب جانبية، وحرب 5 يونيو 67 كان مؤامرة على مصر بكل المقاييس وكنا كشباب في ذلك الوقت نعي هذا جيدا ولسنا مغيبين بل كان لدينا الامل أن تصبح بلدنا من أهم دول العالم في التصنيع 
فكان قراري بترك كليتي والتقدم للكلية الحربية لاصبح ضابطا استعيد الأرض وتخرجت في 2 فبراير 1969 بسلاح المدفعية

 *صف لي حرب الاستنزاف كأحد ابطالها؟
بعد التخرج تم توزيعنا على الجيوش والوحدات وكان نصيبي العمل مع أحد الفرق في منطقة القنطرة وشاركت بحرب الاستنزاف كـ "قائد مجموعة استطلاع"، والتي كانت تعمل ما بين شمال البحيرات المُرة وجنوب التمساح وسرابيوم، في استطلاع مواقع العدو ورسم كافة تحصيناته في الكثير من المناطق بشرق قناة السويس، واهم العمليات التي لن انساها هي ملحمة بورسعيد، والتي حدثت في 20 يوليو 1970، حيث اشتركت المدفعية في عملية الدفاع عن بورسعيد، بعد أن أراد المحتل الإسرائيلي فصل بورسعيد عن مصر وباقي مدن القناة، وضمها مع باقي المدن التي احتلها في سيناء، لكن الطيران والمدفعية والبحرية المصرية قاموا بملحمة بطولية وتصدت لذلك الهجوم وكبدت العدو الإسرائيلي خسائر كبيرة في المعدات والارواح وهذه المعركة لم يحاول بعدها الاقتراب من بورسعيد مرة أخرى وكانت من ضمن المعارك الشرسة التي اظهرت براعة رجال المدفعية فيها.

*اروي لنا مشاركتك في عمليات حرب أكتوبرالمجيده؟
كانت اجواء حرب أكتوبر مختلفة تماما حيث قمنا بالاعداد والتدريب للمعركة بشكل مختلف تماما هذه المره ودرسنا العدو جيدا حيث كانت الحرب نفسها بالنسبة للمقاتل المصري اقل ضراوة من التدريب الذي قام به خلال 6 اعوام وأيام حرب الاستنزاف نفسها.
والمدفعية المصرية تنفرد عن باقى مدفعيات دول العالم بقدرتها على تجميع النيران وحشد أكبر عدد من الكتائب للضرب في وقت واحد وذلك ما اظهرته جميع معارك المدفعية المصرية خلال حرب الاستنزاف في تغطية عمليات الصاعقة وضرب مواقع العدو بشدة حتى الوصول إلى أكبر حشد نيرانى في حرب أكتوبر 1973 بطول جبهة قناة السويس على خط المواجهة في الجيشين الثاني والثالث وهو أعظم تمهيد نيرانى تم تنفيذه حتى الآن ويدرس في الكليات والأكاديميات العسكرية العالمية وكان نقطة انطلاق لحرب السادس من أكتوبر المجيدة
 
*مااهم الأهداف التي شاركت بتدميرها في حرب أكتوبر؟
اشتركت مع كتيبتي بضرب مطار العريش بعد النصر الساحق التي حققته مصر من يوم 6 أكتوبر وحدثت الثغرة يوم 14 أكتوبر فقامت أمريكا بعمل جسر جوي لإسرائيل يمدها بجميع الأسلحة والمقاتلين وكان مطار العريش يستقبل هذه المعدات فضربناه بالمدفعية ثم عدنا إلى غرب القناة وضربنا القوات الإسرائيلية في الثغرة بكل قوة حتى الساعة السابعة مساء يوم 22 أكتوبر توقيت وقف إطلاق النار بالجيشين المصري والإسرائيلي وبدء محادثات الكيلو101