صدى العرب : ماذا لو كنت رئيسا لمصر؟ (طباعة)
ماذا لو كنت رئيسا لمصر؟
آخر تحديث: السبت 03/08/2019 02:08 م
اسامة عبد المقصود اسامة عبد المقصود
فاجأ الرئيس عبد الفتاح السيسي منظمي الدورة السابعة من مؤتمر الشباب بطرح جديد ومختلف عن فقرة اعتادوا عليها بأن يسأل الشعب الرئيس والتي أصبحت فقرة تقليدية وروتينية حيث انه  من الطبيعي بل والبديهي أن يسأل الشعب رئيسه عن تنفيذ برنامجه الرئاسي وما وعد به من خطط وبرامج  لخدمة البلاد.
ففي الدورة السابعة لمؤتمر الشباب الوطني طرح الرئيس السيسي فكرة  أن يطرح السؤال على الشعب وهي فكرة رائعة وتضع الجميع امام مسؤولية التفكير بعمق وفي كل المجالات عندما يجد المواطن نفسه أمام سؤال كبير وجديد هو ترجمة مباشرة لفكرة الرئيس بأن يتم استحداث فقرة إبداعية  يسأل فيها الشعب  ماذا تفعل لو كنت رئيسا  لمصر؟ 
لكن...التقرير التليفزيوني الذي أذيع خلال الجلسة الختامية من مؤتمر الشباب السابع في فقرة أسأل الرئيس اعاد الى اذهان الجميع  مشاهد فيلم "الإرهاب والكباب " لعادل إمام عندما سأل المخطوفين بمجمع التحرير عن طلباتهم وأبلغ أمانيهم لتوصيلها للحكومة وتنفيذها، كانت الردود هزيلة وإسقاط على أن الشعوب البسيطة لا تفكر بعمق وإنما تبحث عن الإحتياج اليومي الذي يمس حياة الأفراد بشكل مباشر، وهذا ما حدث في عرض التقرير الهزيل الذي جاء بعيدا جدا عن  ترجمة فكرة الرئيس.
التي استهدفت سماع ما تحمله آراء الناس  حول ما يرجونه ممن يشغل موقع الرئيس حين يسأل فرد من الشعب:  ماذا لو كنت رئيسا  لمصر؟.
وكما أختار الكاتب وحيد حامد في فيلمه العبقري "الإرهاب والكباب" مجمع التحرير ليكون شاهدا على الأحداث لأنه يضم كل الوزارات تقريباً وبه النماذج المتعددة من كل فئات الشعب البسيط جداً، نرى التقرير أختار الشارع المصري بنفس الآلية ليكون الشارع هو مصدر الحدث وتجري مقابلات مع بعض النماذج من أهلنا البسطاء ليردوا على سؤال بحجم لو كنت رئيسا لمصر، والمدهش أن بعض ردود الفعل ظهرت على ملامح أشخاص بالخوف والتردد والتأمل وكأنهم فعلا أصبحوا رئيسا لمصر.
  ان فكرة الرئيس السيسي أن يطرح السؤال على الشعب فكرة رائعة وتضع الجميع تحت مسؤولية التفكير بعمق وفي كل المجالات لا يفكر فقط في قضية تمسه وأول شئ يخطر له على بال أمام كاميرا ربما أول مرة تستوقفه في الشارع، لكن لو أن التقرير ذهب لمن نراهم يتشدقون بالعلم والمعرفة طوال الوقت أمام وخلف الكاميرات ويتحدثون بالورقة والقلم ويعارضون على طول الطريق كان السؤال سيكون له قوته ومكانته وقبوله من الجميع.
لو أن معدي التقرير ذهبوا الى  أشخاص لديهم رؤى وأفكار إبداعية تستفيد منها الحكومة من جهة ومن جهة أخرى تكشف قدرات هؤلاء الاشخاص الذين يتشدقون طوال الوقت بالتنظير على المشروعات القومية التى جعلت من مصر بوابة للاستثمار والإنبهار بفضل هذه المؤتمرات المفيدة التى استعرضت شباب مصر الواعي والمثقف والذي جعلنا نطمئن على مصر لقدرة هؤلاء  الشباب على العطاء وما قدموه من صورة مشرفة طوال الفترات الماضية من إنعقاد هذه المؤتمرات. 
جاء المؤتمر السابع للشباب برؤى جديدة وإيجابية وطرح متميز في جلسة المحاكاة واستعراض تقارير عن زيادة البترول وتفاعل الرئيس معها،
لكن عندما سألت نفسي ماذا تقترح على الرئيس السيسي أن يقدم لمصر وجدت أن اجابتي الوحيدة ستكون هي الدعوة إلى  وجود إستراتيجية تمنع ، واكرر تمنع ، تحويل أي وزارة من وزارة  وطن الى وزارة وزير  ليصبح الوزير مجرد منفذ لخطة مرسومة لا يعدل فيها ولا يخترع إلا لتحقيق الهدف الذي يضيف إلى قدرات الوطن وأجيال حاضره ومستقبله.