صدى العرب : طلبتنــــا في الخــــارج (طباعة)
طلبتنــــا في الخــــارج
آخر تحديث: الأربعاء 17/07/2019 04:35 م
السفير: خليل الذوادي السفير: خليل الذوادي

منذ أسبوعين تقريباً تناولت وسائل التواصل الاجتماعي نتائج طلبتنا في جامعة دولة الكويت للعام الدراسي 1971 - 1972م، كان الطلبة البحرينيون ذكوراً وإناثاً الأكثر عدداً من بين الطلبة في الخارج في جامعة الكويت، خصوصاً بعد أن فتحت جامعة الكويت أبوابها لكل التخصصات ووفرت المقاعد الدراسية ومن قبل ذلك كان الطلبة البحرينيون يتوجهون إلى بيروت خصوصاً أولئك المتفوقين الذين التحقوا بالجامعة الأمريكية ببيروت كبعثات ومنح، كما فتحت جامعات مصر أبوابها للطلبة البحرينيين في مختلف التخصصات العلمية والأدبية والقانونية، خصوصاً وأن مناهجنا الدراسية في مختلف المراحل الدراسية الابتدائية والإعدادية والثانوية مناهج مصرية، فلم يجد الطلبة البحرينيون صعوبة في الالتحاق بأي جامعة مصرية كالقاهرة، وحلوان، والإسكندرية وعين شمس، وغيرها من جامعات الطب، والأزهر الشريف.

كما توجه عدد كبير من الطلبة إلى جامعات العراق وتحديداً جامعة بغداد وجامعة المستنصرية وجامعة البصرة، كما توجه الطلبة إلى جامعة دمشق بدراساتها النظرية والعلمية والطبية ناهيك عن التحاق الطلبة بجامعات بريطانيا أكسفورد وكامبرج وفرنسا (السربون)، وجامعات الاتحاد السوفيتي، وجامعات الهند وباكستان ثم توجه بعض الطلبة إلى جامعات المملكة العربية السعودية كجامعة البترول والمعادن بأرامكو وقتها وجامعة الرياض، وجامعة أم القرى وغيرها من الجامعات لينهلوا من العلوم المختلفة. بالإضافة إلى دراسة عدد من الطلبة في الأردن والجزائر والمغرب وتونس، وعاد هؤلاء الطلبة والطالبات من مختلف الجامعات وهم يحملون علوم وتجارب وخبرات جامعات ودول وتقلدوا في البحرين مناصب ووظائف ومهن استطاعوا من خلالها أن يسهموا في التطور والبناء والنماء للبحرين الحديثة، ونحمد الله أن ثمار ذلك كانت خيراً على الوطن، إضافة إلى تنمية العلاقات بين البحرين والدول التي ذهب إليها الطلبة وتواصلت هذه الأفواج من الطلبة للالتحاق بدول تعتبر جديدة بالنسبة لنا كالولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا والصين وماليزيا وغيرها، وتنوعت خبرات وتجارب طلبتنا خصوصاً أولئك الذين واصلوا دراساتهم العليا، الماجستير والدكتوراه في مختلف الجامعات والتخصصات.

وبما أنني من الطلبة خريجي جامعة الكويت فاستميحكم العذر للحديث عن تجربتي في هذا الجامعة والتي أحسبها تجربة كل الطلبة مهما تعددت جامعاتهم وتخصصاتهم.. فالطالب عندما يشد الرحال لطلب العلم فإن هدفه وغايته أن ينهل من العلوم والمعارف ما وسعته القدرة والطاقة، والحياة لديه بالقطع لا تمر بسهولة ويسر، خصوصاً عند أولئك الطلبة الذين لا يملكون القدرة المالية اللازمة ولكن الظروف تهيأت لهم، وعوامل كثيرة ساهمت في التخفيف من الأعباء ولكن يظل هاجس المستقبل لهؤلاء الطلبة ماثلاً ومشكلاً قلقاً يومياً، وعندما نتذكر تلك الأيام نشكر الله سبحانه وتعالى أن وفقنا لتجاوز ما كان يوماً حائلاً وعقبة كأداء.

كانت جامعة الكويت عند افتتاحها عام 1966م في عهد المغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ صباح السالم الصباح أمير دولة الكويت الراحل قد أخذت بكل الخبرات العربية والأجنبية في مختلف التخصصات العلمية ولم تدخر دولة الكويت وسعاً في مد الجامعة بكل أسباب النجاح والتفوق وساعدت أعداداً كبيرة من الطلبة من مختلف البلدان العربية والإسلامية والأجنبية بالبعثات والمنح الدراسية، فكانت الجامعة بمثابة إطلالة دولية على العلوم، وأجرت المكافآت السنوية للطلبة الحاصلين على تقدير امتياز وجيد جداً تشجيعاً ودعما لهم مهما تباينت اختصاصاتهم أو جنسياتهم وكان هذا بمثابة حافز قوي للتحصيل العلمي في جامعة فتية حتى تم ابتعاث أبنائها من الكويتيين إلى جامعات العالم ليواصلوا دراساتهم العليا، ويسهموا في تطوير الجامعة وعلومها المختلفة.

جامعة الكويت هي النموذج كغيرها من النماذج الجامعية الناجحة في وطننا العربي والتي من الضرورة بمكان المحافظة على هذا النموذج لتطوير العلوم والمعارف والتخصصات في وطننا العربي، لأننا في الوقت الحاضر نتألم عندما يتم تصنيف بعض الجامعات فنرى أنفسنا بأننا أصبحنا متأخرين عن ركب بعض الجامعات العالمية، لأن الأدوار التي لعبتها جامعاتنا العربية أدوار لا تُنسي فقد ساهمت في عملية التنوير والتثقيف والتوعية والتقدم العلمي والتكنولوجي والطبي.

صحيح أن المقياس اليوم يعتمد على البحوث والدراسات التي تنشرها هذه الجامعات ومدى إسهامها في التطوير ومعالجة المشاكل بكل أنواعها، ونحن على ثقة بأن جامعاتنا ولله الحمد لا تخلو من هذه الخبرات المتميزة، وربما الحاجة تقتضي أن نسهم كدول ومؤسسات ورجال أعمال في مد الجامعات العربية بالأموال والتجهيزات والمعدات والخبرات لتقوم هذه الجامعات بالأدوار المنوطة بها والمهم هو تطوير المناهج ووسائل البحث العلمي والدراسات والأخذ بأسباب العلوم الحديثة وبما يجعلنا في مقدمة الركب، فلا العقول تنقصنا ولا الخبرات تقف في طريقنا فلدينا العقول والخبرات ما نباهي ونفتخر بهم وعلينا أن نقف معهم نؤازرهم ونشد على أيديهم ونوفر لهم كل أسباب التقدم والرقي.

تظل الجامعات في وطننا العربي منارات إشعاع فكري وتثقيفي وعلمي تنويري وتظل حاجتنا كأفراد وجماعات ودول لهذه الجامعات في التغلب على كثير من ضعفنا وربما تراجع مواقعنا؛ فالجامعات لها أدوارها ومسؤولياتها وعلينا أن نكون خير معين لأدائها الأدوار المأمولة منها كل في موقعه ومسؤوليته التي يضطلع بها.

 

وعلى الخير والمحبة نلتقي