صدى العرب : بسمة .. وليالي " الوعي بالقانون" في فيينا (طباعة)
بسمة .. وليالي " الوعي بالقانون" في فيينا
آخر تحديث: الإثنين 17/06/2019 09:03 م
د. خالد القاضي د. خالد القاضي

 
فيينا .. عاصمة دولة النمسا الأوربية العريقة .. وصاحبة الحضارة والثقافة الممتدة عبر التاريخ ، قررتُ زيارتها مؤخرًا في إطار برنامج أعددتُه مع نجلتي " بسمة " المعيدة بقسم الاقتصاد بإحدى الجامعات الخاصة الكبرى في مصر - والتي ابتُعِثت في منحة من الاتحاد الأوربي إلى بولندا منذ عدة أشهر مع زميلتيها المعيدتين المتفوقتين ميرال العمري ومنة الله طارق، لدراسة المقررات التمهيدية للماجستير – وذلك لزيارة عدد من المدن الأوربية المتميزة خلال فترة إقامتهن في دول الاتحاد ، 

ورغم حرصي على( سرية) تلك الزيارة الأسرية ، إلا أنني فوجئت بالدكتور علي عبد الرحيم – وهو صديق عزيز وصاحب مؤسسة تعليمية متميزة بفيينا- ينقل لي رغبة عدد من أبناء الجالية المصرية هناك ، في اللقاء معهم محاضرًا عن أحد موضوعات الوعي بالقانون ، وهو ما لاقى عندي ترحيبًا فطريًا ، فاخترت ُعنوان  " التبادل الثقافي في مجالات الوعى بالقانون بين مصر و أوروبا " ، وكان أن التقى بي رئيس النادي المصري في فيينا الكوتش / مجدي رمضان ، وكم كنتُ سعيدًا باتصال معالي السفير عمر عامر ، سفير مصر وممثلها الدائم لدى المنظمات الدولية في النمسا، مرحبًا بي وبالوفد العلمي المرافق لي من معيدات الاقتصاد!!

وفي الموعد المحدد عُقِدت المحاضرة برعاية السفير المصري ، وهُنا تتابعت المشاهد التي لا يمحوها الزمن ، منها إهدائي العضوية الفخرية للنادي المصري في فيينا ، وحضور العالم الاقتصادي الكبير الدكتور عمرو الإتربي المستشار الثقافي والتعليمي لمصر في النمسا ، والذي تفضل بتقديمي للمشاركين ، وأكد على أهمية موضوع المحاضرة  في دعم العلاقات الثقافية والتعليمية بين مصر والنمسا ، ولا أستطيع أن أصف شعوري حين التقيتُ راعي المصريين في النمسا ، المهندس مصطفى عبد الله ، والذي كان لقائي الأول به في رحلة أوائل الثانوية العامة منذ 34 عامًا !!

استمر لقائي بالمصريين الشرفاء في النمسا قرابة ثلاث ساعات ، وقد وصفتُهم في كلمتي بأنهم سفراء القوى الناعمة لمصر في الدول الأوربية المتقدمة ، وقد دفعني هذا أن أطلق مبادرة جديدة لتنفيذ خطة قومية مصرية– أوربية لتنمية ثقافة الوعي بالقانون ، على غرار الجهود المتواصلة التي تتابعت منذ عام 2007 مع الدول العربية في هذا المجال ، إيمانًا مني بأن المصريين على وعي تام بأهمية التبادل الثقافي وبخاصة في تلك الآونة التي أصبح فيها العالم قرية صغيرة .. وأن الخروج على القانون أصبح يندرج تحت بند الجريمة العابرة للحدود الوطنية ، وعلى رأسها جرائم الإرهاب الدولي ، وظاهرة المقاتلين الأجانب ، مما يقتضي التعاون الفعال لمواجهة تلك الجرائم ، وأن هذا الموضوع يعد من الشواغل والهموم المشتركة بيننا – كمصريين - وبين  المجتمعات الأوربية - ومنها النمسا - ، بحيث يسعى كلانا أن تسمو  مبادئ سيادة القانون والوعي به ، وذلك بنشر تلك الثقافة بين مختلف طبقات وفئات وأعمار الشعب بغض النظر أن الدين أو العرق أو الجنس ، ويكون الحصاد منظومة توعوية جادة ، لوأد الأفكار الإجرامية في مهدها ، وتعظيم مبادئ التسامح وقبول الآخر ، وتقديس الأوطان التي لا يمكن أن ننفك عنها مهما طالت الغربة ، أو بَعُدَت المسافات ، وبحيث نوجه جهودنا لمواجهة الانحراف الفكري والثقافي على صعيدين : إصلاح القائم .. ومواجهة القادم .. 

ثم دارت حوارات ونقاشات وآراء وأفكار ، تصب جميعها في المصلحة الوطنية العليا للبلاد ، حول الآليات العملية لتنفيذ المبادرة ، مما ضاعف من أهمية اللقاء وجدواه في تواجد مصر الحقيقي في الأوساط القانونية الدولية ، بما يدعم الدولة المصرية .

وبعد نهاية اللقاء ، إذ بنجلتي ( بسمة ) تهمسُ في أذني ، متسائلة يا أبتاه : أين وكيف ومتى يتحقق وعد الراحلة أسمهان في أغنيتها الشهيرة " ليالي الأنس في فيينا "؟ فأجبتها بفيلم وثائقي رائع أرسله لي الفنان المبدع محمود عيد عن محاضرتي ( ليالي الوعي بالقانون في فيينا ) !! وقد أثبتت بسمة وزميلتاها ميرال ومنة – بشهادة المشاركين - كفاءة وتميز بثقافتهن وتفاعلهن مع الحضور ، ما يبعث الطمأنينة على مستقبل مصر.  

تحية تقدير  وعرفان لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ، الذي يعيد لمصر مكانتها وريادتها ، وللمصريين في الخارج عزهم ومجدهم .
 
 
وبالقانون .. تحيا مصر ،،