صدى العرب : وليد صلاح الدين "أيقونة المال" الذي أغرق "زعيم الثغر" (طباعة)
وليد صلاح الدين "أيقونة المال" الذي أغرق "زعيم الثغر"
آخر تحديث: الجمعة 24/05/2019 01:56 ص كتب: أحمد إسماعيل

رغم "الكبوة" وأوجاع نتائج "زعيم الثغر"، غير أن رحيل وليد صلاح الدين، مدير الكرة المزعوم، أثار حالة من الارتياح، بين الجماهير، التي كانت تدرك منذ البداية أنه لايؤتمن على الفريق، وربما كان همه الأوحد ضخ حسابه الخاص بالأموال، فليس لديه مانع من لعب "أدوار وهمية"، ومغازلة الجماهير بتصريحات وردية، من زمن "أساطير الحلبة المعقودة"، تيقنت الجماهير منذ الوهلة الأولى، أن ظاهره "أخضر" وباطنه "أحمر". 
تاريخ "صلاح الدين" مع "القلعة الخضراء" كان شعاره "المصلحة"، ويروي فتوح أحمد، المدير المالي الأسبق بالنادي، أنه عندما تعاقد معه النادي كلاعب، في زمن عفت السادات، رئيس النادي الأسبق، في صفقة وصفت وقتها ب"الشو الإعلامي" مع رفاقه سمير كمونة، ونادر السيد، في نهاية "رحيقهم الكروي". 
وتعاقد "السادات" معه مقابل "مليون جنيه" وكان هذا المبلغ وقتها خرافيا ومثيرا للدهشة. 
يقول "فتوح" : "ذهبت بالمليون جنيه إلى وليد صلاح الدين، في حقيبة كبيرة وكنت أشعر بالخوف والقلق، على هذا المبلغ الذي لو ضاع، ربما قامت إدارة النادي بقطع رقبتي.. ومر الوقت كأنه دهر، وأنا في الطريق إلى منزله، وعندما استضافني في غرفة الصالون، اعتقدت أنه من زمن حاتم الطائي رمز الكرم لدي العرب، وعندما هممت بالرحيل قال لي انتظر.. فاعتقدت أنه يريد إهدائي بضعة آلاف، اعتباطا، من حقيبة المليون.. لكنه لم يسمح لي بالرحيل إلا بعد أن قام بالتأكد من صحة المبلغ عدة مرات.. وقلت في عقلي أنه سيهديني الإكرامية التي كنت سأرفضها في جميع الأحوال، ولكن كان لدي أمل أن يعرض لأرفض، لكنه بعد أن أرهقني عدة مرات في عد المليون، قال لي إرحل بطريقة متكبرة وغير لائقة، ولم يمنحني رشفة شاي في مسكنه، وأعتقد أن المبلغ لو كان ناقصا جنيها، لقام بنسفي من الإدارة المالية وقتها، والذي تم نسفي منها فعليا في وقت لاحق". 
وتكشف هذه الواقعة التي رواها "فتوح"، الأبعاد الشخصية ل"صلاح الدين" ومدي عشقه ل"المال" بعيدا عن مصطلحات "الانتماء"، والخطيئة ليست في عشق المال، ولا سيما أنه عشق مشروع للجميع، ولكن عدم الاجتهاد مقابل المال هو "الخطأ بعينه" في حق الكيان الذي منحه هذا المبلغ الخيالي وقتها، كانت أنفاسه قصيرة في الملعب، لكن كانت طويلة في حصد الأموال والتأكد من صحتها. 
ويبدو أن "صلاح الدين" كان يتلذذ بلعب أي أدوار في "القلعة الخضراء" إذا كان سيروي عطشه في زيادة رصيده البنكي، فجاء مديرا للكرة مرتين، وكان مصيره "الفشل" وفقا لمقاييس المنصب، ولكن المرة الأخيرة كان يدعي أنه "سوبر مان" الذي سيأتي بصفقات "الدعم والإنقاذ"، التي تتفوق على صفقات برشلونة في الدوري الأسباني، ولكنه جاء ب"صفقات الغرق في بحور النتائج المقلقة". 
ربما لم تكن ثقة محمد مصيلحى، رئيس النادي في محلها في مدير الكرة، ولكن دائرة الاختيار في الملاعب المصرية تبدو "محدودة للغاية" وهناك "أنيميا في اللاعبين والمدربين والإداريين"، وليس هناك رئيس ناد يتعمد الفشل، وربما مدير الكرة الأسبق نفسه لم يتعمد وضع نفسه في مرمى نيران الجماهير، ولكنه لم يملك مقومات النجاح ولم ينس أنه "الأهلاوي الصميم" وقت جلوسه على "دكة زعيم الثغر". 
ويرى"مراقبون" أنه ليس هناك أحد معصوما من الخطأ في الكرة المصرية ذات الحسابات التحكيمية المعقدة، مدللين على ذلك بأن محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي، وأحد الأساطير في تاريخ الكرة المصرية، تورط في صفقة حسين الشحات التي كلفت ناديه "150" مليون جنيه، وهي ميزانية قرابة "5 أندية" في الدوري المحلي، رغم خبرة "الخطيب" الاستثنائية، ولكن "فنون التنبؤ في الكرة المصرية تبدو مستحيلة. 
وأشار "المراقبون" إلى أن الموسم الحالي كان "درسا قاسيا" للجميع بين جدران "القلعة الخضراء" باستثناء إنجاز الوصول لدور الثمانية في البطولة العربية، مشددين على أن هذا الموسم سيغير المفاهيم لدي الجميع.