صدى العرب : «معهد وردان» نظرة أمل لمستقبل السكة الحديد.. تدريب قائدى القطارات بدرجة عالمية (طباعة)
«معهد وردان» نظرة أمل لمستقبل السكة الحديد.. تدريب قائدى القطارات بدرجة عالمية
آخر تحديث: الثلاثاء 09/04/2019 12:29 م كتب- محمود عبدالرحمن

تمثل السكة الحديد شريانا رئيسيا لحركة النقل بمصر، لما لها من نفوذ حيوى فى حركة النقل والسفر، ولكن فى العقود الأخيرة شهدت عديدة مشاكل وحوادث مكررة رغم مراقبة الدولة لعشرات المليارات للإصلاح والتطوير ، فضلا على اتهام متتابع بالإهمال الشأن الذى نال من ذلك القطاع وجعل العاملين به فى مرمى المساءلة، ورغم تضافر الأتعاب ولملمة كل الجراح الا أن كثيرين لا يعرفون أن السكة الحديد تملك معهد عظيم للتمرين والتأهيل وإعداد قائدي القطارات والفنيين وأعمال محاكاة وغيرها.

 

«صدي العرب» التقت العاملين والمسئولين بمعهد وردان على الطريق الصحراوى وقامت بجولة داخل مدرسته الصناعية، الأمر الذي يؤكد ان الدولة ووزارة النقل أعادت البصر لدور تلك المنظومة، وانه يجرى الشغل على تطويرها بجميع الوسائل التكنولوجية لإعداد خريج مؤهل يستطيع تحمل المسئولية، وتجنب الأخطاء البشرية التى تنجم عنها النكبات المدمرة.

 

المسئولون بمعهد وردان أكدوا ان ذلك العام سوف يشهد تخريج أول دفعة صناعية مختصة فنيا فى القطارات والسكة الحديدية، وقد تم عقد الكثير من الدورات التدريبية للعاملين والفنيين بالسكة الحديدية، لاعداد أجيال حديثة قادرة على تشغيل ذلك المرفق ، وذلك المعهد المنشأ على منطقة 150 فدانا يضم أجدد تقنية التمرين ووحدات المحاكاة لجرارات السكك الحديدية وقد قام متخصصون الهيئة بصناعة محاك مصري، يماثل الجرار وعمله وتوجد ورش للأعمال الميكانيكية والكهربائية والعلامات، وتم تجهيز وحدة لتحليل النكبات والخروج بالدروس المستفادة، وذلك المعهد يبعث الأمل لإعداد كوادر حديثة عالية المستوى فنياً، على الارجح ستقود السكة الحديد لعصر حديث يطمئن كل مواطن، بحيث لاتتكرر مشاهد الزعر التى نراها ما بين حين واخر فى نكبات القطارات.

 

فى البداية نبدأ مع الدكتور محمد حسين نائب رئيس الهيئة للموارد البشرية والمشرف على المعهد والمدرسة الصناعية للسكك الحديدية، الذى نوه إلى أنه تم وضع مقاييس للعمل بالسكة الحديد، تشترط أن يكون الفنى كحد أدنى حاصلا على دبلوم مختص فى ميدان السكة الحديد والقطارات، وليس الإعدادية والدبلومات الفنية العادية، مثل تخصص كهرباء وسيارات والتخصص هنا يتيح الاحتمالية لتخصص الطالب منذ دخول المدرسة الصناعية فى ميدان محدد من ميادين السكة الحديد لفترة 3 أعوام أو خمس، ولن نبذل معه مجهوداً كبيرا لأنه يتدرب على اللوائح إلى منحى الشغل على تعديله وتدريبه فى القرية الفطنة، كما نعطيه دورات فى اللغة الإنجليزية تمهيدا لتعيينه فى السكة الحديد عقب اجتيازه الدبلوم والاختبارات المتغايرة، وبالتالي نتجاوز الكبوة بتعيين حرفيين ليس لهم دراية كافية بشئون القطارات، ولذلك تم اتخاذ قرار تسجيل الطالب بالمعهد بمجموع عال عقب الإعدادية، وهى أعلى مجاميع، فأقل مجموع 200 من 270، كما نجرى الكشف الطبى عليهم والفحص النفسى كل مرحلة، ونواصل سلوكهم طول الوقت، وقد كان لدينا إشكالية هائلة هى أن العنصرالبشرى ليس متابعا للتقدم الجديد فى ميدان السكة الحديد، فتم عمل توأمة مع دولتى أسبانيا وإيطاليا، وشاهدنا تجارب من الدول العربية التى تقدمت فى ذلك الميدان مثل المغرب وتم تحديث المناهج.

 

وأزاد الدكتور حسين قائلاً: حصلنا على محاكيات للجرار من أمريكا وألمانيا وكندا وغيرها، وتم التركيز على تجهيز شبان محترمين ومتميزين ومنضبطين، بمعنى تعليمه القدوة والالتزام، وتحدث الإقامة والإعاشة 24 ساعة ولمدة 5 أيام مستمرة  فى المعهد، وتم تحديث المناهج وتحليل النكبات فى المعهد، وتم التمرين عليها فى كوريا كمنحة كاملة، وهى تعطى الإمكانية لعمل تدبير لحل المشاكل التى تواجهنا، ثم يفرض حلولا ويتعلم أسلوب تنفيذها، وأول جيل سيتخرج من المعهد ذلك العام به 100 فنى حاصل على دبلوم مختص فى السكة الحديد والقطارات، لتلبية الاحتياجات الهامة وهى الحركة والبلوك والعلامات، وراعينا أن يتم تغطية تلك التخصصات فى أول دفعة، وهم على بال مرتفع وتخصص رائع ومن الممكن له فتح السيمافور وغلقه وتهدئة القطار، ويجرى انشاء معهد أخر فى طنطا ليتواكب مع الخطوط الحديثة، التى نعدها فى نسق الاشارات، وتلك هى الطليعة الحقيقية لتحسين السكة الحديد، وكل تلك المجهودات نقوم بها فى صمت ثم يأتى قائد سيارة غير متعلم وغير مدرك ويكون السبب فى حادث خطير يصدم الناس بجهل، ويؤكد نائب مدير المعهد، ان يملكون قسمين أحدهما لتمرين القوى التي تعمل بالسكة الحديد، والثانى يخص المدرسة الثانوية الصناعية المتطورة بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، مع الانتباه بتخصصات السكة الحديد، وتم انتباه أنه فيما يتعلق عدم تكليف الخريج يجد فرصته للعمل خارجها، وتم التوافق على وضع التدبير الدراسية والمناهج إلا أن بالتركيز على السكة الحديد ومؤهله يتسق مع المؤهلات الخارجية، فخريج الميكانيكا يستطيع الشغل بالسكة الحديد، او فى أى مقر أخر بنفس التخصص، حتى من يتخرج سائقا سوف يكون سائقا فنيا ميكانيكا أو كهرباء، وهناك محددات وقواعد للتعيين من خريجى المعهد، فنحن فى المعهد لانسمح بشرب السجائر ذاتها، وليس المواد المخدرة لاغير مع الانتباه بالرياضة واللياقة البدنية ونحن نهتم بالأخلاقيات بشكل كبير قبل العلم، لأنه سوف يكون مسئولا عن أرواح وممتلكات.

 

ويوضح الدكتور محمد حسين أن الشغل الحقيقى فى ذلك المعهد بدأ عام 2014 فى التمرين، حيث تم فتح المدرسة الصناعية المختصة فى السكة الحديد بقبول أول دفعة عام 2016، ويكشف عن أن تلك المدرسة كانت حاضرة سابقا وأغلقت عام 2003، وظلت مقفلة عشر سنين، وتم اغلاقها لأن أعداد الموافقة بها كانت تفوق احتياجات الهيئة، والاتفاق مع وزارة التربية والتعليم، وتم انشاء ذلك المعهد عام 1972، وكمدرسة فنية صناعية كانت في أعقاب هذا بحوالى 10 سنين، وغلق المدرسة كان خلف الفجوة بين الفنيين، ولذلك تضاؤل مستواهم فى السكة الحديد، إلى منحى الفجوة التى حدثت نتيجة مراسيم عدم التعيين منذ عام 2008.

 

أجاب صاحب المسئولية الأول عن القوى البشرية بالمعهد قائلا : لم يكن متطوراً وليس به أجهزة جديدة مثل الاشارات المتواجدة في الوقت الحاليّ ولا المحاكيات التى يتم التمرين عليها ، وكلها حاسبات آلية، وللعلم صيانة المحاكيات يجريها أولاد المعهد والهيئة من صيانة كهربائية لصيانة الكترونية وميكانيكيا، ولذلك لا يبقى عقد صيانة للخمسة محاكيات بالمعهد، والتى تمثل أكثر أهمية خمس قاطرات فى الهيئة.

 

كما اشتركنا فى المعرض الذى حضره الرئيس السيسي، وقد قام أولاد المعهد بفعل محاكى وقد كان ايقونة المعرض، وأثنى عليه الرئيس شخصيا ونحن نعمل فى 10 محاكيات حديثة للمركز الذى سننشئه فى المساحة الجنوبية والمساحة الوسطى بالصعيد ، وقد قمنا بفعل 10 مراكز تمرين ضئيلة فى الأنحاء وأنشأنا برنامج التمرينات خلال الشغل لتذكير العاملين بالتمرينات الجديدة ويحدث عمل امتحان أخر المدة ويحصل على شهادة بهذا ، وكل هذا فى صمت لتنمية القوى البشرية ورفع مستواها، لأن العجز لايتيح لجميع العاملين الذهاب لمعهد وردان، كما أن إقفال المعهد من 2008 حتى 2014 لم يكن قرارا حكيما، لأنه كحد أدنى كان يدرب كوادر دوريا ويرفع مستواهم الفنى.

 

 

ويضيف الدكتور محمد، أنه تم عمل تصرف لاول مرة حيث نقوم بفعل الامتحانات النفسية والعصبية واصدار تصاريح المسير وطبقناها على الجيل الضئيل الأقل من 40 سنة لقائدي السيارات وفنى الحركة والبلوك وكل الجيل الحديث يجب أن يتخطى الامتحانات النفسية بالقوات المسلحة، وهى بطارية تم اعدادها من قبل كتائب الجيش وعملوا بطاريات خاصة بالمعهد، وقد تم تمرين أكثر من  2300 قائد القطار من ضمن أكثر من  3790 سائقا، وندرب حتى سن الستين ما دام يتولى قيادة القطار لأخر لحظة، قائد السيارة يتم تمرينه مرة كل عامين اجباريا، على جميع الخطوط سواء خطا مفردا خطا زوجيا وقبليا وبحريا، والتعامل مع الاشارات سواء مفتوحة أو مقفلة كلها امتحانات عملية.

 

ويشير المهندس طه رجب مدير عام معهد التمرين، إلى أنه بواسطة نقل الخبرة الأسبانية وهى من أفضل الخبرات فى العالم فى ميدان السكك الحديدية، لا مفر من إعطاء تصاريح تشغيل والخضوع للاختبارات النفسية والفنية وتلك الرخصة تؤكد صلاحيته للتشغيل للتخصصات الهامة، وهى السائقون وفنى الدلالة والبلوك والمدرسة الثانوية الصناعية تضم 7 أقسام، هى معاون زعيم قطار من الشعبة الميكانيكية وفنى اشارات من شعبتى الميكانيكا والكهربا وفنى الحركة والبلوك وفنى صيانة سكة وفنى كهرباء ديزيل وفنى ميكانيكا ديزيل وفنى تركيبات ميكانيكيا.

 

ويصل عدد الورش 18 ورشة ، وتسع لحوالي 400 دارس وهى مقامة على 3500 متر ، وتضم ورشة الاشارات وورشة ميكانيكا الجرارات والحركات وأخرى للميكانيكا وورشا لصيانة السكة والخراطة الميكانيكية والبرادة الميكانيكية، وورشا لأعمال الصاج واللحام والمعامل وغيرها.

 

ويصل إجمالى ما تم تمرينه من التخصصات الفنية بالهيئة لإعلاء مستوى القوى البشرية والكوادر، صوب 15 ألفا و537 من الحديثين والقدامي، وتشمل مهندسين حديثين ومنطقة صيانة وتجديدات سكة حديد، ورخصة مزاولة وظيفة وتأهيلا نفسيا وفنيا ومساعد حركة وبلوك ومزلقانات وحاسب ألى ومفتش نقل ومشرف ومساعد قطار ومحصلا وسائقين ومساعدين، وفرزا وفنيى اشارات وفنيى كهرباء وبرادين وميكانيكيا بالورش ومفتشى حركة وسلامة وجودة وفنيى مناورة ومساعديهم.

 

ويشير إبراهيم فكرى مدرب سائقى قيادة القطارات، حتّى التمرين بمعهد وردان دون مجاملة على صعيد جيد، حيث تم تدريبنا فى كوريا الجنوبية ويعتبر مستوى المحاكيات بمعهد وردان أعلى من قرينه بكوريا التى تضم يد سرعات وكنترول قيادة وشاشات حاسوب مع وجود كابينتين لاغير، أما فى المعهد المصرى فتوجد 5 كبائن ويجرى صناعة السادسة بيد أولاد المعهد كاملة ويحدث الامتحان آليا… محمود أبوالنجا من المنوفية حصل على مجموع 292 من 300 فى شهادة الاعدادية، ولم يدخل الثانوى العام وفضل المدرسة الصناعية للسكة الحديد، يقول: لفت نظرى للتقديم فى المدرسة أنها توفر مهنة بعدها، وحصلت على الترتيب الأول فى السنة الأولي، وتخصصت معاون قائد قطار حيث أن المدربين لهم دور رئيسى فى اختيارى لذلك التخصص.

 

أكرم كامل من سوهاج حصل على مجموع 288 ويقول دخلت المدسة لأن والدى سواق بالسكة الحديد، وأحببت المعهد ووالدى مازال فى الخدمة، دخلت فى تخصص معاون قائد سيارة، استفدت من المنحى العملى والأخلاقى والنظام وأهمية الوقت والهدوء، واتمنى دخول كلية الهندسة مع المهنة.