صدى العرب : عباقرة تسويق.. من كواكب أخرى! (طباعة)
عباقرة تسويق.. من كواكب أخرى!
آخر تحديث: الأحد 17/03/2019 06:24 م
أشرف كــاره أشرف كــاره

عجيب هو سوق السيارات المصرى؟ فقد أفرز لنا خلال السنوات الأخيرة مجموعة من نماذج مدراء التسويق الذين طالما أشعرونا أنهم قادمون من كواكب أخرى.. أو ربما يعملون فى كوكب غير الذى عهدناه منذ مولدنا وهو (الأرض)! فبغض النظر عن سلبية التواصل معهم من عدم رد (العديد منهم) على المكالمات الهاتفية التى ترد لهم، بل وأيضا على الرسائل الإلكترونية.. فقد تطور أمرهم للخروج علينا بأفكار– لطالما أشعرتنا بأننا يجب أن نلتحق بالتعليم الأساسى من جديد، حيث إننا لسنا على المستوى الفكرى "العبقرى" الذى يعملون به ونحن مازلنا فى غيبوبة عما يعملون؟! كما أنهم لا يؤمنون بأفكار أساتذة التسويق العالميين المعروفة والتى يأتى من أشهرها الزيادة من النشاط الترويجى فى حالات الركود والعكس بالعكس وهى نظريات معترف بها بكافة كتب الإدارة التى قمنا بدراستها من عشرات السنين.

فمن بعض الأمثلة التى اصطدمت بها مؤخراً.. توجيه أحد مدراء تسويق إحدى شركات الإطارات الآسيوية الشهيرة لميزانية إدارة التسويق المخصصة لأنشطة العام بالكامل إلى التسويق الإلكترونى (Online)، فما كان منى إلا أن سألته– بعد توقعى بأنها صغيرة الحجم، خاصة مع نوعية عملاء الإطارات بأنهم متنوعون شأن ملاك سيارات النقل والباصات وكذا عملاء سيارات الملاكى والأجرة الذين يأتى أغلبهم فى الشريحة العمرية ما فوق 35 عاماً ولا يعد التسويق الإلكترونى ضمن أولوياتهم فى الحصول على معلومة عن منتج مثل الإطارات– وليأتى برده الألمعى بأن تلك الميزانية تبلغ مليونًا ونصف المليون جنيه مصرى.. فما كان منى إلا أن قلت (فى نفسى)– ظلمك من وضعك بهذه الوظيفة المهمة للشركة، الذى أعتقد بأنه يملك نفس الفكر التسويقى المنحرف!؟

نموذج آخر من مدراء التسويق لأحد البنوك التجارية المهمة بالسوق المصرى الذى قرر أن يوجه ميزانيته التسويقية بالكامل إلى الدورى المصرى "العظيم".. الذى يتم لعبه بدون جمهور!؟ علاوة على أن الأغلبية من متابعيه من الفئات المجتمعية الدنيا التى لا يملك أغلبها حسابات بنكية أو بطاقات ائتمانية ولا تمثل لهم تلك الخدمات البنكية أى أهمية فى حياتهم.. فمرحباً بالفكر الألمعى للتسويق.

ومفكر ثالث لإحدى شركات السيارات، وجه كافة ميزانية شركته التسويقية السنوية لمعرض "أوتوماك فورميلا" السنوى الذى يتم تنظيمه خلال خمسة أيام بالعام فقط ولا تزيد حجم زيارته بالسنوات الأخيرة عن ربع مليون زائر.. وذلك بمقابل عدم اقتناعه بالتسويق عبر الوسائل الرائجة الأخرى شأن التليفزيون والراديو وحتى الصحف المتميزة بالسوق التى تحظى كوسائل إعلانية وإعلامية بمتابعة الملايين من العملاء المستهدفين ولا تزيد تكلفتها بالمقارنة بتكلفة المشاركة بالمعرض عن الربع أو أقل.. ولا أعنى بذلك أن المشاركة بالمعرض مرفوضة، ولكن ما الحكمة من التواجد بمثل هذا المعرض بمساحة تزيد على 700 أو 800 متر مربع قد تصل تكلفة المشاركة معها كاملة ما يزيد على 4 ملايين جنيه ليتم فى النهاية عرض سيارتين جديدتين فقط قد يكفى أن تكون المساحة المطلوبة لعرضهما هى النصف مع طرازات أخرى هامة للشركة؟! ومن ثم نصف التكلفة الإجمالية فى النهاية.. وكأنه لم يسمع عن الفكرة التى تعلمناها أيام "الحضانة" بأهمية توزيع البيض فى أكثر من سلة؟!

العديد والعديد من الأمثلة على الفكر العبقرى للتسويق الذى يتمتع به هؤلاء والذين وضعوا منهجاً جديداً يتمتع بحداثته لمدراء التسويق العباقرة.. مؤكدين أنهم يخاطبون أناسا من عالم آخر، أو هم الذين جاءوا من عوالم أخرى أعلى وأحدث فكراً مما نحن عليه.