صدى العرب : "مصيلحي" جنرال الأوقات العصيبة.. في مواجهة "التقلبات الخضراء" (طباعة)
"مصيلحي" جنرال الأوقات العصيبة.. في مواجهة "التقلبات الخضراء"
آخر تحديث: الجمعة 01/03/2019 10:50 م كتب: أحمد إسماعيل

أرسلت جماهير الاتحاد باقات من الورود، وعبارات التحية والإجلال ل"محمد مصيلحي" رئيس النادي عبر "السوشيال ميديا"، في أعقاب تدخله للإفراج عن مشجعي النادي المحبوسين في أحداث مباراة وادي دجلة. 
وانتشرت فيديوهات على "الفيسبوك" تمدح "مصيلحي" وتصفه ب"جنرال الأوقات العصيبة" و"أيقونة العزة" ل"زعيم الثغر"، بعد أن أعاد الفرحة والاستقرار ل"بيوت المشجعين" التي اتشحت بالسواد منذ وقوع أبنائهم تحت أسر الحبس، ويأتي هذا الموقف ضمن ممارسات رئيس النادي الإنسانية. 
وتخطى "مصيلحي" في غضون الأيام الماضية "أزمات حرجة" ب"حكمة الفلاسفة"، وبدا راسخا أمام مواقف قيادية تبدو ك"الصخرة التي تقع بين جبلين" والتي يلزم تخطيها، بقرارات ك"ميزان الماس". 
و بالعودة إلى أيام فائتة، وبالتحديد قبل مباراة وادي دجلة، كان المشهد ضبابيا، والجماهير تخشي من رمال الهبوط المتحركة، وبينما كان الجميع عائما في بحور القلق، ظل رئيس النادي ثابتاً ومتيقنا أن هناك رغبة لدى اللاعبين للخروج من بئر النتائج السلبية، وبالفعل جاء الفوز على دجلة ب"ثلاثية" والذي جاء بطعم العلقم، بسبب حبس عدد من الجماهير (الذى تدخل رئيس النادي فيما بعد للإفراج عنهم)، وكان الفريق على أهبة الاستعداد للسفر إلى السعودية، وكان الوقت قصيراً وقاتلا، بين مباراة وادي دجلة و"الهلال"،  وحاصرت عقارب الساعة الجميع، فطلب "مصيلحي" من أحد أعضاء المجلس، متابعة موقف المشجعين المحبوسين، لحين عودته. 
وطوق "مصيلحي" بعثة الفريق التي ترأسها، بجميع وسائل الدعم المعنوي التي توجت بأداء "شعائر العمرة"، وعند هذه النقطة قام رئيس النادي بدوره القيادي، أملا في أن يتخطى الفريق "حاجز المستحيل" خاصة وأن ميزانية الهلال "400" مليون ريال (قرابة 2 مليار جنيه مصري"، بينما ميزانية الاتحاد لم تكن تتخطى "50 مليون جنيه مصري"، ليبدو الأمر أشبه بالحرب بين "بندقية آلية" في مواجهة ضد ترسانة أسلحة مدججة ب"الصورايخ المجنحة"، وجاءت الهزيمة ب"الثلاثة" تبدو واقعية، خاصة وأن كرة القدم تنحاز دائماً إلي مناطق "المال الغزير". 
ورغم الهزيمة، عاد "مصيلحي" يحمل وجعا ما في قلبه، ربما لم يشعر به أحد، وتفرغ عقب العودة في تسخير إمكانياته للإفراج عن مشجعي النادي، وقد كان. 
وكعادته رفض رئيس النادي مخادعة جماهير النادي، وكان في حالة أشبه ب"الاعتكاف" قبل مباراة العودة أمام الهلال، ولم يتحدث عن قدرة الفريق في الفوز على الهلال، واللجوء إلى تصريحات من عينة ليس هناك مستحيل في كرة القدم، ولم يتلاعب بمشاعر الجماهير. 
ولكن "الوجع" الذى ظل يفترش جذوره في وجدان رئيس النادي، هو تناسي الإنجاز الذي يبدو أسطوريا بالصعود لدور الثمانية في البطولة العربية، والذي سيدون في تاريخ النادي، ك"انجاز استثنائي"، والوقوف عند الهزيمة أمام الهلال، دون النظر إلى تخطي الفريق حواجز المستحيل للوصول إلى مدن "مجموعة الثمانية العربية"، في الأشهر الأولى من حكمه ل"القلعة الخضراء".