صدى العرب : رئيس الوزراء: مصر تسخر إمكاناتها لدفع عجلة العمل الأفريقى لآفاق أرحب (طباعة)
رئيس الوزراء: مصر تسخر إمكاناتها لدفع عجلة العمل الأفريقى لآفاق أرحب
آخر تحديث: الإثنين 11/02/2019 02:09 م مجدي عبيد

أكد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، أن مصر ستسعى لتسخير إمكاناتها وخبراتها لدفع عجلة العمل الإفريقى المشترك لآفاق أرحب، وتحقيق مردود ملموس من واقع الاحتياجات الفعلية للدول والشعوب الإفريقية، وقيادة مسار التنمية المستدامة بالقارة.

جاء ذلك خلال الكلمةً التى ألقاها رئيس الوزراء، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم الإثنين، أمام مؤتمر ومعرض مصر الدولى للبترول "إيجبس 2019" فى دورته الثالثة، والذى يعقد تحت رعاية الرئيس، بحضور مسؤولى المنظمات البترولية الدولية، والمهندس طارق الملا، وزير البترول، وعدد من الوزراء ، ووزراء البترول فى عدد من الدول، ورؤساء عدد كبير من شركات البترول.

ونوّه رئيس الوزراء إلى أن الحكومة المصرية، تعمل بالتوازى على مد جسور التعاون بين مصر بكافة مؤسساتها وأجهزتها، وبين دول العالم لتحقيق تنمية فعالة اقتصاديًا واستثماريًا، حيث تشرف برئاسة الاتحاد الإفريقى هذا العام، لافتًا إلى حضور الرئيس السيسى اجتماعات القمة الإفريقية فى (أديس أبابا)، حيث نقل تحيات الرئيس وتمنياته للمشاركين بنجاح المؤتمر.

وأوضح أن ملف الإصلاح الاقتصادى يتصدر أجندة الحكومة، وأن الدولة بمؤسساتها وخبرائها تمكنت من وضع استراتيجية ورؤية متكاملة فى هذا الشأن، حيث بدأت تنفيذ برنامجٍ للإصلاح وتحسين كفاءة مؤسسات الدولة يراعى الجوانب الاجتماعية ويحقق العدالة والتنمية المنشودة.

وأعرب عن ترحيبه بالحضور الذين وصفهم بـ"شركاء" التنمية وبناء مصر الجديدة، التى تٌرسى قواعد دولتها الحديثة على أساس علمى وعملى وبنهج اقتصادى واضح، مشيرًا إلى أن المؤتمر يعد محفلاً مهمًا يضم نخبة من الوزراء وكبار المسئولين المعنيين بشؤون الطاقة لبحث المتغيرات الإقليمية والدولية، التى تمثل تحديًا كبيرًا تؤثر وتتأثر بها صناعة البترول والغاز، من خلال الحوار والنقاش بين خبراء هذه الصناعة الاستراتيجية وتبادل الرؤى والأفكار للتوصل إلى حلول مبتكرة للتحديات وإعطاء دفعات للانطلاق بالأنشطة البترولية التى تشهد تطورًا مستمرًا.

ونوه رئيس الوزراء، فى كلمته، بما تتميز به مصر من حضارة عريقة تمتد لآلاف السنين، وأن تلك الهبات اقترنت بالعديد من التحديات، حيث يشهد تاريخ مصر على سجلٍ حافلٍ من قصص النضال والنصر كُتبت بدماء أبنائها التى روت أرضها الطاهرة، وبعزيمة شعبها الذى أصرّ على مواجهة كافة التحديات وقهرها، مشددًا على التحديات الصعبة لم تلن من عزيمة المصريين، واستطاعوا اجتياز معركة البناء والتنمية من أجل بناء وطنهم.

وأشار إلى أن القيادة السياسية، ممثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسى، ارتأت أن مواجهة هذه التحديات باتت واجبة لا تحتمل تأخيرًا أو تسويفًا، واضعًا نُصب عينيه مصلحة هذا الوطن وإعلاء شأنه، معربًا عن تقديره للرئيس على قراراته الجريئة التى ستمثل فارقاً فى مستقبل الوطن.

ولفت إلى أن فلسفة مسار العمل الوطنى فى هذه الرؤية قائمة على عدة أهداف تتمثل فى: توفير فرص عمل لملايين الشباب لتقليل نسب البطالة واستيعاب حجم التدفق الهائل على سوق العمل، وتقديم مصر بصورة جديدة إلى العالم، كساحة عمل وبناء فى كافة المجالات، بالإضافة إلى إنشاء قاعدة صلبة للبناء الصناعى من أجل تحويل مصر إلى مركز صناعى دولى متقدم من خلال توفير البنية الأساسية اللازمة لتحصين الدولة المصرية فى مواجهة التحديات والتهديدات والمخاطر، وتعزيز عناصر القوة الشاملة للدولة.

وقال رئيس الوزراء، فى كلمته، إنه لم يشغلنا الحاضر وتحدياته عن العمل فى إطار رؤية بناء المستقبل وصياغته، بما يُمهد الطريق من أجل حياة أفضل للأجيال القادمة، حيث عملنا على تحقيق متطلبات الغد من خلال تحليل وحل مشاكل اليوم، وكانت رؤية "مصر 2030" هى الرؤية الوطنية التى تشمل كافة مجالات العمل الوطنى، وانطلقنا فى تنفيذها بعزمٍ وإصرارٍ، ليأتى الجيل التالى الذى سيحمل مسئولية البلاد ويستكمل خطواتها ومراحلها ويرفع بناء مصرنا الجديدة.

وأوضح أنه بعد قطع شوط كبير فى عملية الإصلاح، تجاوزت مصر المراحل الأصعب، حيث بدأت تجنى ثمار هذه المجهودات من خلال تحقيق مؤشرات اقتصادية جيدة، شهدت بها تقارير إيجابية صادرة عن المؤسسات الدولية، وهو ما يُدلل على أن الحكومة تسير على الطريق الصحيح، مشيرًا إلى أن احتياطى مصر من النقد الأجنبى ارتفع من حوالى 15 مليار دولار ليتخطى 42 مليار دولار حاليًا، مُسجلاً أعلى مستوى حققته مصر فى تاريخها، كما ارتفع معدل النمو الاقتصادى من 2% منذ خمس سنوات ليصل إلى 5.5%، كما ارتفعت تدفقات النقد الأجنبى إلى مصر والتى وصلت إلى حوالى 163.5 مليار دولار خلال السنوات الثلاث الماضية، الأمر الذى من شأنه تغيير واقع الحياة فى مصر ووضعها على طريق انطلاق اقتصادى سريع.

ولفت رئيس الوزراء إلى أنه لم يكن من الممكن تحقيق خطط التنمية المنشودة فى البرنامج الاقتصادى دون الارتكاز على المحرك الرئيسى للتنمية، وهو قطاع البترول باعتباره حجر الزاوية فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمصر، لما له من دورٍ حيوى فى الدفع بعجلة الإنتاج وإمداد المشروعات الاقتصادية والتنموية باحتياجاتها من الطاقة اللازمة لتشغيلها، مؤكدًا أن الحكومة أعطت الأولوية فى استراتيجية عملها لتهيئة المناخ الاستثمارى الجاذب وتحويل التحديات إلى فرص استثمارية، والالتزام بسداد مستحقات الشركاء الأجانب، بما ساهم فى زيادة جاذبية صناعة البترول والثروة المعدنية، لتشجيع تكثيف أنشطة البحث والاستكشاف فى مختلف مناطق مصر البترولية البرية والبحرية.

وأشار إلى أن تعزيز الموارد المصرية من الطاقة وفى مقدمتها البترول والغاز يُشكل أحد المحاور الرئيسية فى برنامج الحكومة وجهودها الرامية إلى تحقيق النمو الاقتصادى المنشود، لما لهما من دور حيوى فى دوران عجلة الإنتاج وإمداد المشروعات الاقتصادية والتنموية باحتياجاتها من الطاقة اللازمة لتشغيلها.

ولفت إلى أن قطاع البترول، حقق إنجازات غير مسبوقة فى عدة مجالات خلال السنوات الماضية، يأتى على رأسها إنهاء عصر استيراد الغاز والوفاء بالالتزامات التعاقدية للتصدير، وهو الأمر الذى تحقق نتيجة إنجاز مشروعات تنمية وإنتاج الغاز الطبيعى، وخاصة حقول الغاز الكبرى بالبحر المتوسط ووضعها على خريطة الإنتاج.

وأضاف فى هذا الصدد أن عام 2018 شهد الانتهاء من مراحل جديدة لزيادة إنتاج الغاز الطبيعى من 4 حقول كبرى فى البحر المتوسط، ووضعها على خريطة الإنتاج، فى كل من حقول ظٌهر وشمال الإسكندرية ونورس وآتول، والتى يبلغ إجمالى استثماراتها أكثر من 27 مليار دولار، وستصل معدلات الإنتاج القصوى منها مع اكتمال كافة المراحل إلى ما يقرب من 6,5 مليار قدم مكعب غاز يوميًا.

وأكد أنه فى ظل تطلع الدولة لتنفيذ مشروعات قومية تحقق قيمة مضافة للاقتصاد القومى وتدعم النمو الاقتصادى لجذب المزيد من الاستثمارات، انطلقت وزارة البترول والثروة المعدنية فى اتخاذ خطوات جدية تقود تحويل مصر إلى مركزٍ إقليمى لتداول وتجارة الطاقة، نظرًا للمقومات المتميزة التى تتمتع بها مصر، كما بدأت بالتعاون مع الجهات ذات الصلة لإعداد كل ما يلزم من بنية تحتية وخطط تطوير شاملة تضمنت الموانئ وخطوط النقل ومعامل التكرير والصناعات الكيماوية، بالإضافة إلى الكوادر البشرية.

وشدد رئيس الوزراء، فى كلمته، على أن المؤتمر، يمثل فرصة سانحة للتفاعل الإيجابى بين قطاع البترول المصرى والشركات العالمية والمستثمرين والخبراء فى مختلف أنشطة صناعة البترول والغاز، لتعظيم الاستفادة من فرص الاستثمار البترولى فى مصر، والعمل المشترك على مواجهة التحديات ونقل التكنولوجيات الجديدة.

واختتم رئيس الوزراء كلمته، مؤكدًا أن مصر تٌعد أرض الفرص الواعدة التى ما زالت تحمل الكثير من الخير فى باطنها، وفى عقول شبابها وأبنائها الأوفياء.