صدى العرب : قمة «السيسى- ماكرون».. مكاسب اقتصادية وسياحية وتعزيز التعاون بين البلدين (طباعة)
قمة «السيسى- ماكرون».. مكاسب اقتصادية وسياحية وتعزيز التعاون بين البلدين
آخر تحديث: السبت 09/02/2019 07:47 م


تحقيق: ساجد النورى- أمل خليل- نهى شهاب- محمود عبدالرحمن- هشام أحمد- محمود عزت- خالد عامر- وائل بدران- محمد أبورية- كمال ثابت - محسن سالم- طاهر أحمد- آية عادل

● السفير بسام راضى: الزيارة جاءت فى وقت دقيق جدا وتؤكد عمق العلاقات بين البلدين


● السفير جمال بيومى: فرنسا أكبر الشركاء التجاريين لمصر وتربطنا بها علاقات استثمارية كبيرة

● د.بسنت فهمى: الزيارة مهمة للغاية وتهدف إلى توسع فرنسا فى قارة إفريقيا


● د.سعيد اللاوندى: ماكرون يسعى لتوطيد العلاقات مع إفريقيا من خلال بوابة مصر

● السفير محمد العرابى: مصر وفرنسا بينهما أواصر عميقة فى شتى المجالات

● د.عاطف عجلان: زيارة ماكرون لمعبدأبوسمبل رسالة صريحة ودعوة للفرنسيين لزيارة مصر

● د.نجاح الريس: مصر تساعد باريس فى عدد كبير من القضايا أهمها ملف الإرهاب


زار الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون مصر الاسبوع الماضى، والتى بدأت بالتوجه إلى معابد أبو سمبل، فى أسوان، وخلال زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون للقاهرة زار مشيخة الأزهر والكنيسة القبطية، وكذلك العاصمة الإدارية الجديدة، وتعد هذه الزيارة هى الأولى له منذ توليه منصبه فى عام 2017، وتركز على تعزيز الاستثمارات والتعاون الاقتصادى والأمن.

كما شهدت الزيارة توقيع الرئيس عبدالفتاح السيسى، مع نظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون، توقيع عدد من الاتفاقيات فى مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم لتأسيس شركاة استراتيجية مع الوكالة الفرنسية بقيمة مليار يورو.

ووفقًا لوزارة التجارة والصناعة، يبلغ حجم الاستثمارات الفرنسية فى مصر نحو 5.4 مليارات يورو موزعة على 473 مشروعًا، بينما بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين خلال الـ8 أشهر الأولى من العام الجارى نحو 1.459 مليار دولار، دولار منها 460 مليون دولار صادرات مصرية و999 مليون دولار واردات.

وفى إيطار هذا أستطلعت “صدى العرب” رأى الخبراء حول أهمية تلك الزيارة بالنسبة لمصر فى التوقيت الحالى

فى البداية قال السفير بسام راضى، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لمصر هى أول زيارة لمصر وتاريخية بكل المعانى، وجاءت فى وقت دقيق جدا.

وأضاف راضى، فى تصريحاته، أن الزيارة كانت لتعميق العلاقات بين الدولتين، والاستمرارية فيها، مشيرًا إلى أن هناك شبه تطابق فى المواقف السياسية بين الدولتين، والعلاقات متشعبة فى أصعدة كثيرة جدا، ومع تولى مصر للاتحاد الإفريقى فرنسا لها باع وتاريخ كبير فى إفريقيا وسيتم وضع ذلك فى الاعتبار.

وتابع قائلاً: زيارة الرئيس الفرنسى لمصر تعد امتدادا لزيارة الرئيس السيسى فى أواخر عام 2017 لباريس.

بينما قال جمال بيومى، أمين عام اتحاد المستثمرين العرب، إن فرنسا من أكبر الشركاء التجاريين لمصر، وثانى أكبر اقتصاد فى أوروبا التى تعد ثانى أكبر شريك تجارى لمصر، وتربطنا بها علاقات استثمارية كبيرة، حيث يعد مترو الأنفاق من أنجح المشروعات التنموية التى تم تنفيذها فى إطار التعاون بين مصر وفرنسا.

وأضاف بيومى، فى تصريحات لـ”صدى العرب”، أن فرنسا حريصة على تعزيز استثماراتها فى منطقة الشرق الأوسط، وذلك لن يأتى إلا بالاستقرار الذى يبدأ من مصر، مشيرًا إلى أن التبادل والتعاون الاقتصادى بين البلدين لم ينقطع خلال الفترة التى شهدت بعض الاضطرابات فى فرنسًا.

وتوقع أمين عام اتحاد المستثمرين العرب، أن تعزز زيارة الرئيس الفرنسى، التعاون فى مجالات النقل والإنشاءات والصناعات الغذائية، وهى مجالات تركز عليها مصر حاليًا.

كما أكدت الدكتورة بسنت فهمى، وكيلة اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب فى تصريحاتها لـ”صدى العرب”، أن الزيارة كانت مهمة للغاية للدولة الفرنسية، لأن لديها خططًا للتوسع استثماريًا فى القارة الإفريقية، للتخلص من الهجرة غير الشرعية، ومصر هى مدخل إفريقيا لها، خاصة مع الاهتمام الكبير من جانب القيادة السياسية بالقارة، فضلاً عن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى خلال العام الجارى.

وفى سياق متصل، قال الدكتور سعيد اللاوندى، خبير العلاقات الدولية، أن إيمانويل ماكرون يريد توطيد العلاقات بشكل أكبر مع إفريقيا، حيث يعلم أن الدخول إلى القارة السمراء يتم من خلال بوابة مصر، منوهًا إلى أنه أمضى إجازة نهاية العام فى تشاد وهو ما يوضح خطته للمرحلة القادمة بتوثيق علاقاته بشكل جيد مع القارة السمراء.

وأوضح اللاوندى، فى تصريحاته لـ “صدى العرب”، أنه تم توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم، خاصة بعدما أرسل “ماكرون” وفدًا برئاسة وزير المالية إلى مصر للإعداد إلى الزيارة الثنائية بين رؤساء الدولتين، بحضور رؤساء البنوك ومديرى الشركات والمصانع المالية، وهو ما وضح أن هذه الزيارة كانت لتوقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية.

ورجح خبير العلاقات الدولية، أنه تم ايضاً فتح ملف السترات الصفراء فى حال تعلق فقط بملف مكافحة الإرهاب، لاسيما أن فرنسا تعانى من الإرهاب خاصة بعد سلسلة الحوادث الأخيرة فى باريس، مضيفًا أن مناقشة هذا النوع من الملفات كان هامًا بالنسبة للرئيس السيسى الذى يهدف دائمًا إلى أن يسود الأمن والاستقرار العالم كله.

فيما قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إلى مصر حققت عدة نتائج هامة حيث عملت على تحويل العلاقات بين القاهرة وباريس إلى علاقة استراتيجية كاملة وتطوير فكرة الحوار الاستراتيجى لمناقشة كل القضايا المشتركة، مشيرا إلى وجود مناسبات قادمة من بينها الاحتفال بذكرى 150 عاما على افتتاح قناة السويس وهو حدث دولى ستشارك فيه فرنسا بالتأكيد.

وأوضح فهمى، فى تصريح لـ”صدى العرب”، أن الزيارة عملت على تطوير منظومة الاستثمار الفرنسى فى مصر من خلال الشركات الفرنسية والوكالة الفرنسية للشراكة والتنمية، مضيفا أن مباحثات كل من الرئيس عبدالفتاح السيسى وماكرون توصلت إلى العمل معا بشأن ليبيا والتنسيق بين البلدين على أعلى مستوى خلال الفترة القادمة.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أن رئيسى الدولتين أيضا اتفقا على التنسيق بشأن القضايا الإقليمية الأخرى كالأزمة السورية بالتشارك مع الجانب الروسى بعد الانسحاب الأمريكى من سوريا، وكذلك ضبط الحدود المتوسطية ومكافحة الهجرة غير الشرعية، وإحياء أفكار تطوير المؤسسات المتوسطية بين مصر وفرنسا.

وأشار إلى أن الزيارة أكدت عمق العلاقات بين الاتحاد الأفريقى الذى ترأسه مصر خلال العام الجارى والاتحاد الأوروبى عامة وفرنسا بوجه خاص، مضيفا أن زيارة ماكرون إلى الكاتدرائية والأزهر حملت رسائل هامة بشأن وقوف فرنسا على مسافة واحدة من الجميع وتأكيد قيم التسامح وعمق العلاقات الثقافية والحضارية التى تربط بين الدولتين.

كما اكد فهمى، أن مصر وفرنسا بينهما أواصر عميقة فى شتى المجالات والعام الجارى هو عام الثقافة المصرية الفرنسية، حيث يعتبر التعاون الثقافى إحدى الركائز الهامة فى العلاقات بين البلدين.

وقال السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق وعضو مجلس النواب، إن العلاقات المصرية- الفرنسية ذات عمق تاريخى وجاءت زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إلى القاهرة لتعميق هذه العلاقات، مضيفا أن الزيارة لها أبعاد اقتصادية وسياسية وثقافية هامة، وعملت على تعريف ماكرون عن قرب بحقيقة الوضع فى مصر.

وأوضح العرابى، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى كشف لماكرون حقيقة الأوضاع فى مصر والتقدم الذى أحدثته فى مجالات متعددة بما فيها ملف حقوق الإنسان والإنجازات التى حققتها الدولة فى هذا الشأن، مشيرا إلى أن زيارة ماكرون إلى الأزهر والكنسية جاءت لتأكيد تلك الحقيقة.

وأكد عضو مجلس النواب، أن ماكرون تعرف بشكل جيد على الآثار والحضارة المصرية والمجتمع المصرى، واطلع على حقيقة الأوضاع وطبيعة المجتمع التى لا تفرق بين مصرى مسلم ومصرى مسيحى وكذلك تماسك النسيج المصرى والمساواة بين جميع المصريين.

كما يقول الدكتور خالد عكاشة، رئيس المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن زيارة رئيس دولة فرنسا لمصر دائما ما يكون لها قدر عال من الأهمية فى كلا البلدين، موضحا أن لقاء القيادة السياسية المصرية مع نظيرتها الفرنسية قد اتخذ منذ العام 2014 شكلا متطورا من درجات الأهمية، فضلا عن حجم التعاون الذى أصبح على قدر عال جدا من التنسيق فى كثير من الملفات.

واعتبر الخبير الأمنى، أن حرص الرئيس ماكرون على القدوم إلى مصر وإتمام الزيارة ولقاء الرئيس السيسى فى هذا الموعد على وجه التحديد أى وسط ما تمر به فرنسا من اضطرابات يتابعها العالم يدل على أهمية الملفات المشتركة التى تعمل عليها كل من الدولة المصرية والفرنسية، مضيفا أن هناك الكثير لدى الرئيس الفرنسى للتباحث فيه مع الجانب المصرى والاستماع إلى رأى القيادة المصرية إزاء عدد من القضايا.

ولفت الخبير الأمنى، إلى أن فرنسا لديها اهتمام كبير بالقارة السمراء لاسيما أن بها عددا كبيرا مما يطلق عليهم “الدول الفرانكوفونية”، وكذلك لديها مصالح كبيرة وممتدة فى أكثر من دولة أفريقية وهذا يجعلها لديها الرغبة والطموح بل ربما تراهن أيضا على أن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى ستحمل نقلة حقيقة كبيرة للقارة وللكثير من ملفاتها المعقدة والمتشابكة.

بينما كشفت النائبة سامية رفلة، عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، أبرز مكاسب زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لمصر، مؤكدة أن الزيارة مهمة للغاية وتنمى العلاقات الفرنسية- المصرية، خاصة أن هذه العلاقات تاريخية، وتتميز بالقوة.

وقالت عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، إن أبرز مكاسب هذه الزيارة هو تعزيز التعاون الثنائى فى التنمية الاقتصادية ومختلف المجالات، خاصة أن باريس تريد تنمية العلاقات مع مصر فى ظل الانفتاح المصرى على دول إفريقيا.

ولفتت النائبة سامية رفلة، إلى أن المؤتمر الصحفى المشترك بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الفرنسى تطرقت إلى حقوق الإنسان، وأنها تشمل معايير عديدة على رأسها حرية العقيدة، وهذا ما أشاد به إيمانويل ماكرون.

وأشارت عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، إلى أن الاستثمارات الفرنسية فى مصر زادت بشكل كبير خاصة بعد ما أعلنه إيمانويل ماكرون حول استثمارات فرنسية تصل إلى مليار و600 مليون يورو، وهو ما سينعكس بشكل كبير على حجم العلاقات بين البلدين.

وأوضحت النائبة سامية رفله، أن هناك عشرات المصانع والشركات الفرنسية فى مصر، كما أن الزيارة تضمنت اتفاقيات اقتصادية عديدة، بجانب الاتفاق الخاص بالانتهاء من خط المترو الثالث.

وأكد الدكتور خالد عكاشة الخبير الأمنى إن “زيارة الرئيس الفرنسى لمصر غالباً ما يكون له قدر عال من الأهمية فى كلا البلدين”، موضحاً: أن لقاء القيادة السياسية المصرية مع نظيرتها الفرنسية قد اتخذ منذ العام 2014 شكلا متطورا من درجات الأهمية، فضلا عن حجم التعاون الذى أصبح على قدر عال جدا من التنسيق فى جميع من الملفات المختلفة، وهناك الكثير لدى الرئيس الفرنسى للتباحث فيه مع الجانب المصرى والاستماع إلى رأى القيادة المصرية إزاء عدد من القضايا.

وأضاف “عكاشة”فى تصريحات خاصة لـ” صدى العرب” أن حرص ماكرون على القدوم إلى مصر وإتمام الزيارة وكذلك لقاء الرئيس السيسى فى هذا الموعد على وجه التحديد، أى وسط ما تمر به فرنسا من اضطرابات مما يدل على أهمية الملفات المشتركة التى تعمل عليها كل من الدولة المصرية والفرنسية.

وأشار الخبير الأمنى، أن من بين الملفات الملحة ذات الاهتمام المشترك التى تضيف أهمية خاصة على زيارة ماكرون لمصر هى رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى، مضيفاً: بأن “الرئيس ماكرون قد قال وهو يعلن عن هذه الزيارة أنها تأتى تزامنا مع تولى مصر لرئاسة الاتحاد الإفريقى”.

ولفت “الخبير الأمنى”، إلى أن فرنسا لديها اهتمام كبير بالقارة السمراء لاسيما أن بها عددا كبيرا مما يطلق عليهم “الدول الفرانكوفونية”، وكذلك لديها مصالح كبيرة وممتدة فى أكثر من دولة إفريقية، وهذا يجعلها لديها الرغبة والطموح بل ربما تراهن أيضا على أن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى ستحمل نقلة حقيقة كبيرة للقارة وللكثير من ملفاتها المعقدة والمتشابكة.

وفى السياق نفسه، قال الدكتور إيهاب الدسوقى، رئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية، إن صادرات مصر إلى فرنسا تصل 500 مليون يورو، أما وارداتنا منها فتصل مليار ونصف المليار يورو، وحتّى ذلك العدد ضئيل خاصة فى وجود الصلات المتنامية بين الدولتين مصر وفرنسا.

وأضاف رئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية، فى تصريحات خاصة لـ”صدى العرب”، أن المرحلة المقبلة ستشهد طفرة فى التداول التجارى والاستثمارات والمنح، لافتًا حتّى الاتفاقيات التى وقعتها جمهورية مصر العربية مع فرنسا أثناء زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إلى بلادنا حصلت مصر على عطاء وجزء أخر قروض.

ونوه “الدسوقى” أن أفضل الاتفاقيات التى وقعت كانت خاصة بالمشروعات الضئيلة، حيث تم عطاء مليار يورو إلى مصر، مضمونًا أن الصلات السياسية القوية بين البلدين تمهد الطريق إلى للقطاع المخصص.

ولفت إلى أنه يبقى 160 مؤسسة فرنسية تعمل داخل مصر، وهى مؤسسات هائلة ومتغايرة فى مختلَف الميادين مثل النفط والزراعة والبنية التحتية، مبينًا أن المؤسسة المنفذة لمشروع مترو الانفاق “فرنسية”.

وأوضح الخبير السياحى، عاطف بكر عجلان، عضو غرفة شركات السياحة، إن زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لمصر، أن زيارة الرئيس الفرنسى وقرينته لمعبد أبو سمبل للاحتفال بالذكرى الخمسين لإنقاذه من الغرق تحت مياه نهر النيل يؤكد حب وعشق الفرنسيين للآثار المصرية والسياحة الثقافية بشكل عام.

وعبر الخبير السياحى أن زيارة الرئيس الفرنسى لمعبدأبو سمبل هى بمثابة رسالة صريحة ودعوة للفرنسيين لزيارة مصر ومعالمها الأثرية والتأكيد على تمتع مصر بالأمن والأمان، ومن المتوقع أن تزيد معدلات السياحة الفرنسية إلى مصر فى 2019 عن عام الذروة فى 2010 الذى بلغ حوالى 600 ألف سائح فرنسى.

ولفت “عجلان“ أن الاكتشافات الاثرية فى مصر مؤخرا وافتتاح العديد من المتاحف بمختلف المحافظات وقرب افتتاح المتحف المصرى الكبير بالرماية كل هذا يفتح شهية الفرنسيين لزيارة مصر والتمتع بآثارها الجميلة خاصة المكتشفة حديثاً.

وأكد الدكتور نجاح الريس، أستاذ العلوم السياسية، أن العلاقات دائما بين الدول تُبنى على المصالح المشتركة، مضيفاً أن مصر تساعد باريس فى عدد كبير من القضايا أهمها ملف الإرهاب وليبيا وسوريا وفلسطين.

وأضاف “ الريس“ أن زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون للقاهرة مهمة للغاية، حيث أجمعت الصحف الفرنسية على أهمية زيارة ماكرون إلى مصر كزيارة استراتيجية، منوهًا إلى أن بعض الصحف الفرنسية وصفت مصر بـ”العملاق الإفريقى” و”البوابة الإفريقية” لنشر السلع إلى القارة السمراء.

وكشف السفير منير زهران أن هناك رابطا تاريخيا بين البلدين، مشيرا فى هذا الصدد إلى كتاب “وصف مصر” الذى تركته الحملة الفرنسية والذى يعد من أدق الكتب التى كتبت عن مصر وتاريخها وحضارتها وتوجد منه نسخ فى العديد من مكتبات العالم، إلى جانب وجود العديد من المدارس الفرانكوفونية بمصر وعدد من أقسام اللغة الفرنسية بالجامعات المصرية، بالإضافة إلى الجامعة الفرنسية بمصر.

وأشار “زهران“ إلى أنه يتواجد بالقاهرة والإسكندرية أيضاً المعهد الفرنسى الذى يقوم بتنسيق التعاون والنشاط الثقافى لفرنسا فى مصر ويقدم برامج تعليمية وينظم الفعاليات الثقافية، مشيراً إلى اكتشاف شامبليون لحجر رشيد الذى فك الرموز الخاصة باللغة الهيروغليفية.

وأوضح الخبير الأمنى، الدكتور خالد عكاشة، رئيس المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن حرص الرئيس الفرنسى ماكرون على القدوم إلى مصر وإتمام الزيارة ولقاء الرئيس السيسى فى هذا الموعد على وجه التحديد أى وسط ما تمر به فرنسا من اضطرابات يتابعها العالم يدل على أهمية الملفات المشتركة التى تعمل عليها كل من الدولة المصرية والفرنسية

ولفت “عكاشة“ إلى أن زيارة الرئيس الفرنسى لمصر دائما ما يكون لها قدر عال من الأهمية فى كلا البلدين، مضيفاً أن فرنسا لديها اهتمام كبير بالقارة السمراء لاسيما أن بها عددا كبيرا مما يطلق عليهم “الدول الفرانكوفونية”، وكذلك لديها مصالح كبيرة وممتدة فى أكثر من دولة إفريقية وهذا يجعلها لديها الرغبة والطموح بل ربما تراهن أيضا على أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى ستحمل نقلة حقيقة كبيرة للقارة وللكثير من ملفاتها المعقدة والمتشابكة.

وقال النائب الوفدى الدكتور محمد عبده، إن فرنسا دولة عظيمة تربطنا بها علاقات قديمة منذ حملة نابليون بونابرت، مشيراًأن اللغة الفرنسية كانت تدرس كمادة أساسية بوزارة التربية والتعليم سابقا، وايضا قامت بعثات مصرية بالذهاب إلى فرنسا وذلك خلال عهد محمد على وكانت تحت رئاسة رفاعة الطهطاوى ورجعت إلى مصر للتنوير.

وأضاف عبده فى تصريحات خاصة لـ”صدى العرب” الذى انشأ قناة السويس فرديناند دليسبس كان فرنسى، لافتا الجيش المصرى مسلح بأسلحة فرنسية، مثل طائرة(الميراج _والرافال).

وتابع محمد عبده هناك دعوة وجهها رئيس حزب الوفد، المستشار بهاء الدين أبوشقة، للرئيس الفرنسى لحضور احتفال الوفد بمئوية ثورة ١٩، وذلك لاظهار مصر امام العالم انها ترحب بالجميع وأنها دولة السلام والأمان.

وحول توقعاته لرؤية مصر سياحيا ٢٠٣٠ قال السياحة لكى تتقدم هناك شرط وبدونه لن ترتقى، وهو ادراج مادة السياحة فى المناهج التعليمية لتكون مادة أساسية لتثقيف الشعب المصرى بدءًا من التعليم الأساسى وحتى التعليم الجامعى.