نائب مدير قطاع الروبيكى: هناك محاولات لتشويه المشروع ولكنها بائت بالفشل

نائب مدير قطاع الروبيكى : المدينة الصناعية جاهزة بنسبة 100% وفى انتظار أصحاب المصانع

خبير اقتصادى : مصر ترحب بأى استثمار  شريطة ان يصب فى مصلحة المواطن المصرى



برغبة جامحة أراد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن يؤكد للعالم أن مصر تسير فى الطريق الصحيح , وتتجه نحو التقدم والتطور وان الإرهاب لن يكون عائقا أمام النمو الاقتصادى فى مصر , وكأن الرغبة فى تحقيق النجاح أكبر من كل السقطات والعثرات . وبفكر راق ومصداقية عالية أصدر الرئيس السيسى أوامره بسرعة الانتهاء من تنفيذ مشروع مدينة الروبيكى للجلود , لتكون أكبر مدينة صناعية فى مصر تفتح أبوابها للعالمية . 

تجولت " السوق العربية " فى أرجاء مدينة الروبيكى الصناعية التى طال انتظارها سنوات طويلة , وكان الإنبهار هو سيد الموقف ونحن نخطوا خطواتنا الأولى فى هذه المدينة الصناعية الضخمة , حيث تم تأسيسها على أحدث نظام عالمى بمساعدة الخبراء الإيطاليين كونهم  الأفضل فى صناعة الجلود بجانب اسبانيا والصين , وبتكلفة فاقت الـ 2 مليار جنيه لتصل الى هذا المستوى من التطور والتحضر .
     
نائب مدير قطاع الروبيكى : المدينة الصناعية جاهزة بنسبة 100% وفى انتظار أصحاب المصانع  

قال المهندس مسعد عبد الفتاح, نائب مدير مشروع مدينة الروبيكى للجلود ، ان المشروع تابع لهيئة التنمية الصناعية فى وزارة الصناعة , وتم تجاوز جميع المعوقات التى وقفت أمام تنفيذ هذا المشروع الضخم , وانتهينا  من المرحلة الاولى للمشروع حيث أنشئت على مساحة 160 فدان, وهذا يعنى ان المرحلة الاولى فقط  تشكل  ضعف مساحة منطقة المدابغ فى سور مجرى العيون  . والمرحلة الثانية سيتم إنشائها على مساحة 116 فدان، والثالثة على مساحة 235 فدان .

 أضاف عبد الفتاح قائلا: " انتهينا من جميع المنشئآت المعدنية ومنشئآت الدباغة وجميع محطات التغذية سواء بالماء او الكهرباء ومحطات الصرف الصحى, حيث أنشأنا ثلاث محطات للصرف الصحى, كما تم الانتهاء من الصرف الصحى العام والصرف المالح الخاص بالصناعات, واسترجاع الكروم ,ومحطات تنقية مواد الصرف على أحدث مستوى تحت إشرف الجانب الايطالى كشريك معنا فى عملية التجهيز . ونحن الان فى انتظار أصحاب المدابغ لاستلام وحداتهم فى الروبيكى.

عملية النقل تمت بشكل عادل

وأكد نائب مدير قطاع مدينة الروبيكى ان عملية نقل المصانع من عين الصيرة الى مدينة الروبيكى تمت بشكل عادل حيث حصل أصحاب المصانع على وحدات تصنيع بنفس مساحة مصانعهم فى عين الصيرة , فعلى سبيل المثال " ان كان المصنع فى عين الصيرة 500 متر سيتم تسليم صاحب المصنع وحدة فى الروبيكى بنفس المساحة ، اما ان كان مصنعه يتكون من طابقين ,فيتم تسليمه ضعف مساحة المصنع " فهناك إصرار على ان يكون التعامل بكل عدالة ومصداقية.

أضاف عبد الفتاح، أن الوحدات فى مدينة الروبيكى للجلود تبدأ مساحتها من 48 متر الى 6500 متر .

محاولات فاشلة لتشويه الروبيكى

تابع عبد الفتاح قائلا:" ان البعض حاولوا تشويه هذا المشروع العظيم زاعمين ان المياه فى مدينة الروبيكى غير كافية خاصة وأن صناعة المدابغ تحتاج الى مياه وفيرة , والحقيقة ان المياه كافية جدا فلدينا محطة تغذية على اعلى وأرقى مستوى , ولدينا ايضا محطة رفع متصلة بمدينة العاشر من رمضان مباشرة الى مدينة الروبيكى , تغذى المنطقة ب 124 الف متر مكعب يوميا من المياه. ولدينا خزانات توفر حوالى 13 الف مترمكعب الى جانب الدفع الطبيعى الذى يضخ يوميا حوالى 24الف متر مكعب " .

مركز تكنولوجى داخل المدينة

ولم يقتصر الدعم على توفير المرافق والغاز الطبيعى ومحطات المعالجة فقط, بل أكد عبد الفتاح ان وزارة الصناعة أنشأت ايضا مركز تكنولوجى يقوم بتقديم جميع الخدمات الفنية لأصحاب المدابغ , ويقدم أحدث ما وصل اليه العلم فى مجال دباغة الجلود .

أضاف أن المركز التكنولوجى يساعد صاحب المصنع فى اختيار أفضل المعدات الحديثة التى سيعمل بها ليتمكن من إنتاج أجود مما كان يقدمه فى مدابغ مصر القديمة . والمدينة الصناعية الجديدة فى الروبيكى جاهزة بنسبة 100 % , وفى انتظار أصحاب المصانع لاستلام الوحدات الخاصة بهم ونقل معداتهم للبدء فى العمل الجاد .

وأشار عبد الفتاح الى الغابات الشجرية حيث تم الانتهاء من إنشاء المرحلة الأولى من الغابات الشجرية التى تصل مساحتها الكلية الى 850 فدان, تروى بمياه الصرف الصحى المعالج كمطلب بيئى . 

أحد مهندسى المشروع: قمنا بعمل عظيم فى وقت قياسى

  ومن ناحية أخرى قال المهندس عادل عبد الرحيم, من داخل مدينة الروبيكى انه يعمل منذ 38 عاما, وتم استدعائه للمشاركة فى إنجاز هذا المشروع العظيم , حيث يعمل منذ شهر يناير الماضى مسئولا عن تجهيز 35 مصنع . وتم الانتهاء من تحقيق الهدف فى هذا الوقت القياسى ليكون اهم إنجازاته التى يفخر بتحقيقها .

أضاف عبد الرحيم, ان الرئيس عبد الفتاح السيسى أراد ان ينشئ مدينة خاصة بدباغة الجلود, لفتح باب التصدير لمنتجات الجلود المصرية فى شكلها النهائى , بدلا من تصديرها كمادة خام ,حيث يتم تصدير 93% من الجلود الخام المصرية الى ايطاليا .

أضاف عبد الرحيم, ان الرئيس عبد الفتاح السيسى نجح عمليا فى ان يمنع تصدير المادة الخام من الجلود والانتقال الى تطوير المجال لتصبح مصر دولة مصدرة للمنتجات الجلدية.

خبير اقتصادى : مصر ترحب بأى استثمار  شريطة ان يصب فى مصلحة المواطن المصرى
 
وقال المستشار عصام السيد عمار, سفير منظمة الشعوب والبرلمان العربى ورئيس المجلس الاقتصادى بالمنظمة , ان مدينة الروبيكى الجديدة تتميز بحسن التنظيم حيث المساحات الواسعة التى تصلح لإقامة صناعات جانبية بجوار مصانع الجلود.

وأعرب عمار عن شدة إعجابه بهذا المشروع المتكامل حيث تتوفر فيه جميع المرافق المطلوبه , بالإضافة الى موقع مدينة الروبيكى  الاستراتيجى ,حيث تقع فى قلب تجمع صناعى على مسافة ساعة فقط من محافظة القاهرة, وتبعد عن محافظة السويس بحوالى 54 كم , كما تبعد عن طريق الاسماعيلية 10 كم , وتتمتع بشبكة طرق رئيسية وسكة حديدية .  

وأكد عمار قائلا : "  ان مصر ترحب بأى استثمار أيا كان توجهه شريطة ان يكون فى خدمة المواطن المصرى, وان توفرت الفرصة لاستثمارات عربية فهم فوق الرأس .ونحن كإقتصاديين نرحب بأى رأس مال يستطيع ان يدعم هذا المجتمع ويدفع قاطرة التنمية الى الامام ". 


ومن جانبه قال الاستاذ سمير ياسين, عضو سابق فى غرفة دباغة الجلود, وعضو مجلس إدارة شعبة الجلود بمحافظة القاهرة وصاحب مصنع فى الروبيكى , ان جميع القائمين على صناعة الجلود توارثوها  من قديم الأزل , والفراعنة هم أول من بدأوا فى هذه الصناعة .

أحد مصنعى الجلود : نطمح فى عمل استثمارات مع دول أفريقيا

تابع ياسين قائلا : " نحن كحرفيين فى فن صناعة ودباغة الجلود نمتلك المهارة والخبرة, ولكن كان ينقصنا الانتقال الى مدينة صناعية جديدة تساعدنا على التطوير من مهنتنا . ومنذ سنة 2000م ونحن نعيش على حلم الانتقال الى الروبيكى , كمدينة صناعية مستقلة كما حدث فى الصين . وبالفعل أصبح لدينا مدينة صناعية متطورة ".

ووصف  ياسين المركز التكنولوجى فى مدينة الروبيكى بانه إضافة مهمة لتقديم أحدث الوسائل لإنتاج أرقى المنتجات الجلدية , تحتوى على معامل مختلفة ومجهزة بمعدات عالية المستوى , قادمة من ايطاليا واسبانيا خلال شهر 11 من العام الحالى, بتكلفة تقدر ب 45 مليون جنية, ومساحتها 7000 متر , وسيتم افتتاحها خلال شهر 12 المقبل .

وقال ياسين ان الجلود المصرية تعتبر من أرقى الجلود فى العالم من حيث البشرة والجودة, وطبيعة الخامة , وفى مدينة الروبيكى ستتمكن مصانع  الدباغة من زيادة الإنتاج من 125 مليون قدم  نصف مشطب, إلى 350 مليون قدم2  كامل التشطيب / سنويا , ومضاعفة الصادرات الصناعية من 100 مليون دولار الى 350 مليون دولار سنويا ,وبذلك تصبح صناعة الجلود المصرية صناعة عالمية .

وتابع ياسين : " مصانع الجلود فى الروبيكى سيكون لديها القدرة على صناعة جميع المنتجات الجلدية سواء احذية او شنط او جواكت واحزمة ,الى جانب صناعة جلود التنجيد التى تستخدم فى الطائرات والبواخر المميزة والماركات العالمية من السيارات, حيث نتمتع بشهرة كبيرة وسمعة طيبة فى الدول الأوروبية وهذا يعطينا الثقة فى إمكانياتنا لأن الدول الكبرى لا تقبل الا بالمنتجات العالية المستوى , كوننا لدينا القدرة فى إزالة المواد المسرطنة من الجلود وصناعتها بجودة عالية , فحينما يتم الكشف على الجلود فى الدول الاوروبية يظهر ان المنتج المصرى من أفضل الدباغات فى العالم ومدينة الروبيكى ستحدث نقلة نوعية فى صناعتنا والمصلحة اولا واخيرا للمواطن المصرى".

 أضاف ياسين أن عدد العمال فى عين الصيرة يصل الى 25 الف عامل , وسيصل عدد العمال فى مدينة الروبيكى الى 50 الف عامل , بإستثناء الموظفين الاداريين .

ولفت ان رجال الاعمال من الصين وايطاليا واسبانيا يتهافتون على مجرى العيون ,لإنشاء شراكة او عرض معدات , او لصناعة الجلود ,او لشراء المصنوعات الجلدية التى سيتم إنتاجها فى الروبيكى ,او عرض منتجات كيميائية يتم استخدامها فى الدباغة. وكل هذا ان دل فيدل على ان مدينة الروبيكى هى مدينة استثمارية جاذبة  لرؤوس الاموال .
  
وأخيرا عبر ياسين عن طموحات أصحاب المدابغ فى عمل استثمارات وشراكات مع دول أفريقيا بمساعدة الحكومة المصرية, حيث أنها غنية بالثروة الحيوانية ومصر غنية بالحرفية والمهارة والإبداع فى صناعة الجلود, وبذلك يتم تكوين استثمارات مشتركة بين مصر ودول أفريقيا ,مما يؤدى الى تعزيز العلاقات بين مصر ودول أفريقيا.