صدى العرب : حقيقة تربية" النحل" من أجل "السم" (طباعة)
حقيقة تربية" النحل" من أجل "السم"
آخر تحديث: السبت 24/11/2018 10:20 م محمود عبد الرحمن


النحل مخلوق صغير لكن تتجلى فيه قدرة الله تبارك وتعالى، ويعد من الكائنات النافعة، حيث يمتلك النحل مئة وثلاثة وستون مستقبل للرائحة، وعشرة مستقبلات للتذوق فقط، فمنذ قديم الأزل بات واحد من أكثر الكائنات الحية المقربة للإنسان، وهذا نتيجة لـما ينتجه من العسل، وحتى خلايا شمع العسل، التي لها الكثير من المزايا الصحية والعلاجية الهائلة، إلى منحى طعمها اللذيذ للغايةً. فكان دائما  يُضرب بالنحل، المثال الأكثر أهمية للحياة المنظمة، والترتيبية الفطنة للغايةً بدايةً من الملكة، وحتى النحلات العاملات، حياة دءوبة ومنظمة لإنتاج العسل، واحد من أكثر أهمية المكونات في حياتنا، كما أن الله سبحانه وتعالى قد أنزل على الرسول محمد «عليه الصلاة والسلام»، سورة «النحل» في القرآن الكريم، ليلفت انتباهنا إلى عظمة هذا المخلوق وأهميته في حياتنا، إنه النحل!

فبمحافظة القاهرة تجد المواطن الطيب «عمر أبوالحسن»، الذي يعد واحداً من مربي النحل المعروفين في المدينة، لكن «أبوالحسن»، يملك قصد غير مشابهة على الإطلاقً من ذلك الشغل، فهو لا يعمل على إلى الاستحواذ على العسل، ككل مربي النحل في العالم، بل يربيها ليأخذ سُمّــها.


بدأ «عمر أبوالحسن»، البالغ من السن 30 عاماً، بتربية النحل قبل ما يقارب الـ5 سنين، وهذا بعدما وعى فوائده الكبيرة من القرآن الكريم، ومن «سورة النحل» بالتحديد، وتمدد في ذلك الشأن حتى تعلم العديد عن استعمال «سُمّ النحل» في الأدوية الشعبية وفي الطب البديل، إذ أن هناك اعتقاداً شائعاً على أن ذلك السُمّ يعاون على دواء الكثير من الأمراض، ومن أبرزها الـ«روماتيزم».

أبوالحسن، الذي لم يدرس الطبّ من قبل تماما، قادته خبرته التي كونها طوال ما يقترب من النصف عقد من الدهر، في تربية النحل والتعامل مع سُمّه، حتّى لسعات النحل لا تعاون في دواء الأمراض العضوية والجسدية لاغير، بل هي أيضاًً تعاون في تنقيح الوضعية المزاجية للناس، ويتركهم بعيدين عن النفسية المتعبة، وفق ما صرّح به للميديا.

دواء عربي شبيه بـ«الإبر الصينية».. وحول أسلوب الدواء، عمر أبوالحسن، لمن يأتيه طالباً المعاونة، أفاد سابقاً أنه يقوم بجعل النحل يلسع العليل 6 مرات متتالية، من حشرات نحل غير مشابهة، وفي عديدة أنحاء من الجسد أثناء الجلسة الواحدة، كما وضح أنه أثناء الشهر الواحد، يداوي إلى حد ماً 5 أفراد سوياً، وهي كيفية دواء من الممكن أن تكون مُشابهة إلى حاجز ما بالإبر الصينية، لكن «أبوالحسن» يستعمل إبر ولسعات النحل الحقيقي.

شهادات من تعالج على يدي «أبوالحسن».. حيث محمد عبدالفتاح، البالغ من السن 29 عاماً، الذي يتردد طول الوقت على «عمر أبوالحسن»، وهو دائم الخضوع لتلك الجلسات وللسعات النحل، يشاهد بأنها تساعده كثيراً في ترقية وضعه الصحي، وتجعل مزاجه أفضل كل مرة يجربها، ويقول في هذا: «أتعالج بسُمّ النحل بصفة متواصلة لإعلاء المناعة ولقوة الجسد يقصد ونشاطه».

الدواء بلسعات النحل.. بين العلم والخرافة، فمن جانبه، يشاهد محمود عبداللطيف، وهو واحد من مربي النحل في جمهورية مصر العربية، وعضو في «تحالف النحّالين العرب»، وهذا بواسطة خبرته بالنحل وتربيته، أنه لا يبقى أي دليل علمي على وجود أي إمتيازات علاجية للسعات النحل، كما يعتقد بأن ذلك الشأن يفتقر إلى دراسات علمية مختصة وعميقة، فضلا على ذلك أجهزة جديدة ومتطورة، وأبحاث متواصلة لمعرفة الحقيقة من إمتيازات لسعات النحل، وحتى يتسنى للجميع علم إن كان لسُمّ تلك الحشرات أي منافع ومما يتألف أساسا.

وجدير بالذكر، أنه في الاعتقاد السائد، أن لسعة النحلة تعمل على تفعيل الخلايا العصبية المتواجدة في الرأس البشري، وهذا عن طريق إرسال علامات حسية تنتقل من موضع اللسعة إلى الخلايا الحسية المتواجدة في المساحة السفلى من الرأس، كما يُعتقد بأنها تؤدي إلى تفعيل الدورة الدموية وتزايد عدد كريات الدم الحمراء، الأمر الذي يمنح أثراً في نشاط الجسد وحيويته.