صدى العرب : "Test-Drive" (طباعة)
"Test-Drive"
آخر تحديث: الأحد 05/08/2018 03:54 م
أشرف كــاره أشرف كــاره

لا شك أن عالم صحافة السيارات المتخصصة يشمل ضمن مفرداته العديد من الواجبات والفروض على كل من الأطراف التى تمثله ... وهم ممثلى الصحافة والإعلام من جانب ، والشركات العاملة بالقطاع من جانب آخر ، وتأتى هذه الإلتزامات المتبادلة بين الطرفين لتكمل هذه المنظومة، والتى ستوجه فى النهاية للمستهلك المستهدف والمطلوب منه إتخاذ القرار بشراء المنتج المطروح بالأسواق.

وبغض النظر عن "العلاقة الإعلانية المباشرة" بين الشركات ووسائل الإعلام والإعلان المختلفة ، وهو ليس موضوعنا بهذه الزاوية ... فتأتى العلاقة الإعلامية والصحفية "المحترفة" على درجة أعلى من أهمية الإعلان – من وجهة نظرى – فإستعراض إحدى السيارات (على سبيل المثال) من خلال عمل تجربة تفاعلية لها لابد أن يلقى الإهتمام المطلوب من كلا الطرفين ، فالشركات يجب عليها أن توفر سياراتها الجديدة المطروحة بالسوق لتجربتها من قبل الصحفيين المتخصصين (وليس مندوبى الإعلانات) ليقوموا هؤلاء بكتابة تقاريرهم "المحايدة" والموجهة للمستهلك المستهدف بنهاية الأمر – وهو الطرف الأخير الذى سيحصل على نتيجة العلاقة الإيجابية بين الشركات والصحفيين – ومن ثم فيجب أن تكون تلك التجارب متكاملة الظروف وكافية الفترات الزمنية ... وليس كما تتعامل بعض الشركات مع بعض الصحفيين بعرض سياراتها للتجربة لمدة لا تتعد نصف ساعة حول مقار شركاتها !! ، فكيف لصحفى متخصص أن يكتب تقريراً (متخصصاً) وهو لم يحصل على وقته الكافى للتفاعل مع تجربة سيارته على كافة الظروف المطلوبة ؟

ودعونى أسترشد بإحدى المجلات المتخصصة بالخليج – على سبيل المثال ولا الحصر - والتى سبق وأن قمت بتمثيلها بالسوق المصرية فى توفير وكالات السيارات لهم هناك كل ما هو جديد من طرازات لتجربتها لفترات طويلة – قد تصل إلى شهر كامل ببعض الأحيان – لمدى معرفة تلك الشركات فى النهاية بحرفية تغطياتهم الصحفية ، ليس هذا فحسب .. بل وبكثير من الأحيان تعرض تلك الشركات هذه السيارات عليهم لشراءها بعد إنتهاء سلسلة التجارب عليها وبأسعار مخفضة جداً – إعتباراً منها وبالتعاون مع شركاتها الأم بأن هؤلاء الصحفيين ما هم إلا سفراء لهذه الشركات أمام مستهلكيهم – وهو أمر منطقى ... فتقييم تلك التغطيات الإعلامية لتجارب تلك السيارات إنما يمكن يصل فى قيمه لأكثر من قيم الإعلانات التى تدفع بشكل مباشر لتلك الوسائل الإعلامية والإعلانية ، وخاصة مع ما تشمله تلك التقارير المحترفة من معلومات تفصيلية من المستحيل أن يستطيع الإعلان المباشر إيضاحها للمستهلك المستهدف...

الأمر، نفسه ينسحب على ما تنظمه (بعض) وكالات السيارات بمصر من زيارات متخصصة لمصانع الشركات الأم (محلياً ودولياً) وكذا تجارب أحدث الطرازات العالمية والتى نرى أنها قد تهتم بدعوة العديد من الصحفيين غير المحترفين أو مندوبى الإعلانات لها ليكونوا سفراءها بتلك الزيارات والرحلات ، ومن ثم ضمان ولاءهم الصحفى التام (والأعمى ببعض الأحيان) والذى قد يصل فى بعض الحالات بتحول تلك الزيارات إلى رحلات ترفيهية مقابل إلزام هؤلاء المدعوين – من صحفيين غير متخصصين أو مندوبى إعلانات – بنشر تقارير مسبق تجهيزها من تلك الوكالات وتمجد من أعمالهم وطرازاتهم ... ودون بذل أى مجهود أو تفكير من هؤلاء (الضيوف).

نعم، الأمر خطير ... إنها قد تصل ببعض الأحيان إلى مآساة صحفية أو ربما إغتيال للصحافة المتخصصة والمحترفة ، ليتم إستبدالها بشعار صحافة (السبوبة) والصداقات (الحلوة)...