صدى العرب : صديق الجميع وداعًا (طباعة)
صديق الجميع وداعًا
آخر تحديث: الأربعاء 30/05/2018 12:15 م
السفير: خليل الذوادي السفير: خليل الذوادي

كانت بداية السبعينات عندما التحق المغفور له بإذن الله تعالى الأستاذ عبدالعزيز عبدالله الخاجة من سلك التدريس إلى وزارة الإعلام أيام كان سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء حاليًا وزيرًا للخارجية والإعلام بالنيابة ليكون عبدالعزيز مع زملاء له في مهنة تغطية الأخبار المحلية التي يتم تزويد إذاعة البحرين بها وكذلك نشرة أخبار البحرين الأسبوعية التي كانت تصدر عن الإعلام بالإضافة إلى الصحف الأسبوعية التي كانت تصدر في ذلك الوقت ومن بينها الأضواء، وصدى الأسبوع والمجتمع الجديد، ومجلة هنا البحرين وبعدها المسيرة والمواقف. وكان المرحوم وقتها ولحين أقعده المرض وهو المتابع لكل الأخبار المحلية، وتحديدًا أخبار الديوان الأميري للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البلاد الراحل طيب الله ثراه وأنشطة دار الحكومة لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه وأطال في عمره ووزارات الدولة الأخرى.

ولعشقه للأخبار المحلية فهو لم يكتف بالأخبار الرسمية، وإنما كان الحريص على تزويد الصحف بأخبار المجتمع، وكان هاتفه بمثابة وكالة الأنباء المتنقلة، ولكثرة استخدامه لهاتفه فقد تم استثناءه من العلاوة التي عادة ما كانت تصرف لبعض المسؤولين، فكان يرحمه الله لا يتوانى عن الاتصال بالإذاعة وإملاء الأخبار عليهم، وكذلك يفعل مع الصحف جميعها، حتى عندما جاء الفاكس، فعبد العزيز لا يهنأ له بال إلا عندما يتأكد بأن الخبر قد وصل بالصورة الصحيحة، علاوة على أنه كان الحريص على إبلاغ قائمة لديه من المسؤولين والأصدقاء عن آخر الأخبار المحلية ما ينشر منها ويذاع أو لا يذاع شعورًا منه بمسؤوليته لإبلاغ الأخبار وبالذات المفرحة منها والمطمئنة، وكان من يعرفه يثق بالأخبار التي ينقلها ويؤكد عليها..

تحمّل المرحوم عبدالعزيز عبدالله الخاجة الكثير من الصعاب والمتاعب من أجل إيصال الخبر في وقته دون تأخير أو إبطاء، وله صيغ في الأخبار المحلية نسبت إليه، وقد أخذ تصاريح صحفية من زوار مملكة البحرين بعد لقاءاتهم الرسمية مع القيادة وكبار المسؤولين في الدولة وهو عندما يسجل تصاريحهم يعمد إلى تفريغ التسجيل، ولا يرتاح إلا عندما يملي قسم الأخبار بالإذاعة التصاريح لتكتب ويقوم بمراجعتها ضمانا لدقة ما قد قيل، وحرصًا منه على الاتقان.

المرحوم عبد العزيز الخاجة عندما ترك العمل لظروف صحية قام زملاء آخرون بحمل الأمانة وأحسب أنهم اتخذوا المرحوم القدوة في تحري الأخبار ووصولها في الوقت المناسب، فتفانى عبد العزيز في مهنته لا شك يترك أطيب الأثر في نفوس من يأتي بعده، ويشعرهم بعظم المسؤولية التي يتحملونها والحمد لله أن الشباب الذين حملوا الأمانة بعده كانوا على مستوى المسؤولية في جميع المواقع التي عملوا فيها.

كان المرحوم عبد العزيز الخاجة ضمن الوفد الإعلامي الرسمي الذي كان يرافق المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البلاد الراحل طيب الله ثراه في معظم زياراته الرسمية وكان يرحمه الله الحريص على إيصال الأخبار أولا بأول إلى الإذاعة دون تأخير أو إرجاء.

وقد أدركت من خلال سفراتي الكثيرة معه حرصه على السبق، ولذا فقد كانت ظروف الهواتف ليست على ما هي عليه الآن، لكنه كان يحرص على أن يكون قريبا من أول هاتف يصادفه ولا يرتاح له ضمير إلا بعد أن يتأكد من وصول الخبر إلى الجهة الرسمية. فعبد العزيز الخاجة عشق مهنته وأخلص لها وتفانى في أداء واجبه فاستحق من الجميع التقدير والإشادة، ومن يعرف ظروف العمل والمسؤولية الملقاة على عاتق من يتصدى لها يدرك عظم المسؤولية التي تحملها يرحمه الله.

أما على صعيد العلاقات الأسرية والأخوية والصداقة والعلاقات الإنسانية، فقد كان يرحمه الله مرتبطا كثيرا بوالدته يرحمها الله، وكذلك مع إخوانه وأخواته وأولادهم وكان الحريص وهو رغم مشاغله المتعددة في الوفاء لهم وبذل ما يستطيع من عون ومساعدة لهم.

كما كان وفيا لأصدقائه وخلصائه وزملاء السفر، وكان بيته في فريق الفاضل بالمنامة يوميًا مفتوحًا للزملاء المواظبين على الحضور كما أنه يستقبل أعدادا أكبر في نهاية الأسبوع وكان مضيافًا ومباشرًا ولا يقطع تواصله معهم إلا خبرا جديدا أو اتصالا لترتيب زيارة قريبة وكان يحرص على متابعة الأخبار في الإذاعة والأخبار بالتلفزيون وبالذات المحلية ليتأكد من عدم وجود أخطاء، وهذا الشعور لا يتحلى به إلا من كان عاشقًا لمهنته حريصًا على الجودة والاتقان.

عبدالعزيز الخاجة يرحمه الله لا يحقد على أحد ولا يحمل ضغينة أو حسدًا على أحد زعله يتعلق بالعمل وعندما يستقيم الحال يذهب كل هذا الزعل والعتب. كان يرحمه الله حريصًا على مساعدة الآخرين بكل ما يملك من طاقة ومسؤولية، فقد لجأ إليه الكثير وأسهم في حل الكثير من الحاجات والمشاكل وكان يرحمه الله يرتاح في أن يقدم الخدمة التي يطلب منه أداءها على الصعيد الرسمي أو الشخصي.

عبدالعزيز الخاجة في حله وترحاله هو الكريم مع أصدقائه ومعارفه مثلما يتذكره أصدقاء مجلسه بفريق الفاضل بالمنامة يذكره أصدقاء السفر.

أعلم يا «بوالعز»، وهذا ما كنت أطلق عليه تبسيطا معه يرحمه الله، أعلم أيها الراحل العزيز أن الكثير يفتقدك ويبكي عليك، من يعرفك عن قرب أو يسمع عنك وعن جهودك، وستظل في مسيرة الإعلام البحريني نبراسا ومثالا وقدوة للتفاني في العمل والإخلاص للوظيفة والمسؤولية وستذكرك وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية كيف كنت حميميا مع زملاء المهنة، فتلاميذك أيها الأستاذ كثر، فأنت بسلوكك معهم أوصلت الرسالة دون وصاية أو تكلف أو تكبر، فقد كنت بسيطا في تعاملك مادا يدك للمساعدة، متفانيا في بلوغهم الغاية التي تحقق لهم النجاح في العمل الإعلامي الصعب.

فإلى جنة الخلد يا صديق الجميع رحمك الله وأسكنك فسيح جناته وألهمنا وذويك جميل الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

وعلى الخير والمحبة نلتقي